للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجواب الثاني: أَنَّ الآية إنما دلَّت على نفي ملك الإنسان لغير سعيه، ولم تَدُل على نفي انتفاعه بسعي غيره؛ لأَنَّه لم يقل: "وأنْ لن ينتفع الإنسان إلا بما سعى"، وإنما قال: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (٣٩)) [النجم: ٣٩]، وبين الأمرين فرقٌ ظاهر؛ لأَنَّ سعي الغير ملكٌ لساعيه، إنْ شاء بذله لغيره فانتفع به ذلك الغير، وإنْ شاء أبقاه لنفسه. (١)

ذكر هذا الجواب: النحاس، وابن عطية، والفخر الرازي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والآلوسي، وعبد الرحمن السعدي، والشنقيطي، وابن عثيمين. (٢)

الجواب الثالث: أَنَّ حكم الآية مُختصٌ بقوم إبراهيم وموسى، وأما هذه الأمة فلهم ما سعوا وما سُعِيَ لهم، كما دلَّت عليه أحاديث الباب.

قاله عكرمة. (٣)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا ضعيف؛ لأَنَّ الله تعالى إنما ذكر هذا ليختبر به هذه الأمة، ولِيَعْلَمُوا أَنَّ هذا حكمٌ شاملٌ، ولو كان هذا مخصوصاً بقوم إبراهيم وموسى لم تقم به حجةٌ على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وجميع


= وإكمال المعلم بفوائد مسلم، للقاضي عياض (٥/ ٣٧١)، والمغني، لابن قدامة (٢/ ٢٢٦)، وقواعد الأحكام، لابن عبد السلام (١/ ١٣٤)، وشرح صحيح مسلم، للنووي (١١/ ١٢١)، وفتح الباري، لابن حجر (٥/ ٤٥٨)، وعمدة القاري، للعيني (١٤/ ٥٥)، ونيل الأوطار، للشوكاني (٤/ ١١٢).
(١) انظر: أضواء البيان، للشنقيطي (٧/ ٧٠٩) و (١٠/ ٢٧٨).
(٢) انظر على الترتيب: الناسخ والمنسوخ، للنحاس (٣/ ٤٨)، والمحرر الوجيز، لابن عطية (٥/ ٢٠٧)، ومفاتيح الغيب، للرازي (٢٩/ ١٤)، ومجموع الفتاوى (٧/ ٤٩٩) و (١٨/ ١٤٣) و (٢٤/ ٣١٢)، وتفسير آيات أشكلت (١/ ٤٦٧ - ٤٦٨)، كلاهما لابن تيمية، والروح، لابن القيم، ص (٣٢٠)، وروح المعاني، للآلوسي (٢٧/ ٩٤)، وتيسير الكريم الرحمن، للسعدي، ص (١٣٩٢)، وأضواء البيان، للشنقيطي (٧/ ٧٠٩) و (١٠/ ٢٧٨)، والشرح الممتع (٥/ ٤٦٧)، وتفسير سورة البقرة (٣/ ٤٠٠)، كلاهما لابن عثيمين، ومجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (٢/ ٣١٠ - ٣١١).
(٣) انظر: تفسير البغوي (٤/ ٢٥٤)، والمحرر الوجيز، لابن عطية (٥/ ٢٠٦)، وزاد المسير، لابن الجوزي
(٧/ ٢٨٥).

<<  <   >  >>