للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أولى بذلك وأحرى، وأثبت في الفضل منه وأقوى». اهـ (١)

وقال: لما سُئِلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المسجد الذي أسس على التقوى أشار إلى مسجده، والآية نزلت في مسجد قباء، ولا تنافي؛ فإن ذكر الشيء لا ينفي ذكر ما عداه إذا اشتركا في تلك الصفة، والله أعلم. اهـ (٢)

وقال الحافظ ابن حجر: «والحق أنَّ كلاً منهما أسس على التقوى». اهـ (٣)

وقال الطاهر بن عاشور: «ووجه الجمع عندي أنْ يكون المراد بقوله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) [التوبة: ١٠٨] المسجد الذي هذه صفته، لا مسجداً واحداً معيناً، فيكون هذا الوصف كلياً انحصر في فردين: المسجد النبوي، ومسجد قباء، فأيهما صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الوقت الذي دعوه فيه للصلاة في مسجد الضرار كان ذلك أحق وأجدر، فيحصل النجاء من حظ الشيطان في الامتناع من الصلاة في مسجدهم، ومن مطاعنهم أيضاً، ويحصل الجمع بين الحديثين الصحيحين، وقد كان قيام الرسول في المسجد النبوي هو دأبه». اهـ (٤)

وقد اختار هذا الجمع:

ابن عبد البر (٥)، والداوودي (٦)، والسهيلي (٧)، وابن القيم (٨)، والسمهودي (٩) (١٠)، والقاسمي (١١)، والألباني (١٢).


(١) البداية والنهاية، لابن كثير (٥/ ٢٠).
(٢) تفسير ابن كثير (٢/ ٥٧٨). بتصرف. وانظر: (٢/ ٤٠٣ - ٤٠٤) و (٣/ ٤٩٥).
(٣) فتح الباري، لابن حجر (٧/ ٢٨٩).
(٤) التحرير والتنوير، لابن عاشور (١١/ ٣٢).
(٥) التمهيد، لابن عبد البر (١٣/ ٢٦٧). إلا أنه يرى أنَّ حديث أبي سعيد أثبت من جهة الإسناد، من حديث قباء.
(٦) نقله عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٧/ ٢٨٩).
(٧) الروض الأنف، للسهيلي (٢/ ٢٤٦).
(٨) زاد المعاد، لابن القيم (١/ ٣٩٥).
(٩) هو: علي بن عبد الله بن أحمد الحسني الشافعي، نور الدين أبو الحسن: مؤرخ المدينة المنورة ومفتيها. ولد في سمهود (بصعيد مصر) ونشأ في القاهرة. واستوطن المدينة سنة ٨٧٣ هـ، وتوفي بها. من كتبه (وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى) و (جواهر العقدين) في فضل العلم والنسب، وغيرها.
(ت: ٩١١ هـ). انظر: الأعلام، للزركلي (٤/ ٣٠٧).
(١٠) خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، للسمهودي (١/ ٤٧٣).
(١١) محاسن التأويل، للقاسمي (٥/ ٥٠٣).
(١٢) الثمر المستطاب، للألباني (٢/ ٥٤١، ٥٦٨).

<<  <   >  >>