للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة النار التي تحشر الناس». اهـ (١)

واختار هذا الجمع البرزنجي (٢)، حيث نقله عن الحافظ ابن حجر واستحسنه. (٣)

٢ - ويرى الحافظ ابن كثير: أنَّ طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة يعد من أول الآيات السماوية التي ليست بمألوفة، وأما خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج فكلها أمور مألوفة، وهي من أول الآيات الأرضية.

قال الحافظ ابن كثير - بعد أن أورد حديث عبد الله بن عمرو -: «أي أول الآيات التي ليست مألوفة، وإن كان الدجال ونزول عيسى عليه السلام من السماء قبل ذلك، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج، فكل ذلك أمور مألوفة؛ لأن أمر مشاهدته ومشاهدة أمثاله مألوف؛ فأما خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف ومخاطبتها الناس ووسمها إياهم بالإيمان أو الكفر؛ فأمر خارج عن مجاري العادات، وذلك أول الآيات الأرضية، كما أنَّ طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية». اهـ (٤)

واختار هذا الجمع ابن أبي العز الحنفي. (٥)

٣ - ويرى الطيبي أنَّ الآيات عبارة عن أمارات على الساعة، إما على قربها، وإما على حصولها؛ فمن الأول: الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، والخسف، ومن الثاني: الدخان، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والنار التي تحشر الناس. (٦)

واختار هذا الجمع المناوي. (٧)


(١) فتح الباري، لابن حجر (١١/ ٣٦١).
(٢) هو: محمد بن عبد الرسول بن عبد السيد الحسني البرزنجي: فاضل، له علم بالتفسير والأدب. من فقهاء الشافعية. برزنجي الأصل. ولد وتعلم بشهرزور، ورحل إلى همذان وبغداد ودمشق والقسطنطينية. ومصر، واستقر في المدينة، فتصدر للتدريس، وتوفي بها. له كتب، منها (الإشاعة في أشراط الساعة) و (أنهار السلسبيل) في شرح تفسير البيضاوي، وغيرها. (ت: ١١٠٣هـ). انظر: الأعلام، للزركلي (٦/ ٢٠٣).
(٣) انظر: الإشاعة لأشراط الساعة، للبرزنجي، ص (٢٨١).
(٤) النهاية في الفتن والملاحم، لابن كثير (١/ ١٦٥). وانظر: (١/ ١٦٩).
(٥) انظر: شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي (١/ ٥٦٦).
(٦) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (١٠/ ١١١)، وانظر: فتح الباري، لابن حجر (١١/ ٣٦٠).
(٧) فيض القدير، للمناوي (٢/ ١٧٠).

<<  <   >  >>