للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين الخلق؛ لقد أنسيت مذ أسيت، وصدئ ذهني مذ صديت؛ على أنّه أين الباب الفتح، والعطاء السّرح! وهل بين من يتبرع باللها، وإذا استطعم بقول: ها!

قال له القاضي: مه فمع الخواطئ سهم صائب، وما كل برق حالب. فميّز البروق إذا شمت، ولا تشهد إلّا بما علمت.

قوله تحلّيه: تزيّنه، وقوله: أتميميّا مرة وقيسيّا أخرى، مثل يضرب لمن يتناقض فيما يقول، تقديره: أتنسب مرة لتميم وتنسب مرّة لقيس! وتميمو قيس قبيلتان عظيمتان، وبينهما أبدا مكافحات ومقاتل، وتميم هذا ابن مرّة بن آدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر، وقيس بن الياس، قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا الدرداء، إذا فاخرت ففاخر بقريش، وإذا كاثرت فكاثر بتميم، وإذا حاربت فحارب بقيس، إلّا أن وجهها كنانة، ولسانها أسد، وفرسانها قيس، ألا إن لله فرسانا في سمائه وهم الملائكة، وفرسانا في الأرض وهم قيس، وإنّ آخر من يقاتل على الإسلام حين لا يبقى إلا ذكره، ومن القرآن إلا رسمه، رجل من قيس». قلت: يا رسول الله، من أيّ قيس؟ قال: «من سليم». وفي البديعية: [مجزوء الخفيف]

إنّ حالي مع الزما ... ن كحالي مع النّسب

أنا أصحى مع النّبي ... ط وأمسي مع العرب

نسبي في يد الزما ... ن إذا سامه انقلب

وقال زفر بن الحارث لعمران بن حطّان: أزيديّا مرة، وأوزاعيّا أخرى! وقال عمران ابن حطّان: [البسيط]

فاعذر أخاك ابن زنباع فإنّ له ... في النائبات خطوبا ذات ألوان

يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن ... وإن لقيت معدّيّا معدناني (١)

وقال آخر: [البسيط]

أفي الولائد أولاد لواحدة ... وفي العيادة أولاد لعلّات (٢)

قوله: يتلوّن، أي يتغير ويتنوّع. والغول: ساحرة الجن، وهو يتصوّر في صور شتى. وأخذه من قول كعب بن زهير: [البسيط]


(١) البيت الثاني لعمران بن حطان في خزانة الأدب ٥/ ٣٥٧، وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ١٤.
(٢) يروى صدر البيت:
أفي الولائم أولادا لواحدة
وهو بلا نسبة في شرح أبيات سيبويه ١/ ٣٨٢، والكتاب ١/ ٣٤٤، ولسان العرب (علل)، والمقتضب ٣/ ٢٦٥، والمقرب ١/ ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>