للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقامة السّابعة والأربعون وهي الحجريّة

حكى الحارث بن همّام؛ قال: احتجت إلى الحجامة، وأنا بحجر اليمامة، فأرشدت إلى شيخ يحجم بلطافة، ويسفر عن نظافة؛ فبعثت غلامي لإحضاره، وأرصدت نفسي لانتظاره، فأبطأ بعد ما انطلق. حتى خلته قد أبق، أو ركب طبقا عن طبق. ثم عاد عود المخفق، مسعاه، الكلّ على مولاه، فقلت له: ويلك! أبطء فند. وصلود زند! فزعم أن الشّيخ أشغل من ذات النّحيين، وفي حرب كحرب حنين، فعفت الممشى إلى حجّام، وحرت بين إقدام واحجام: ثمّ رأيت ألّا تعنيف. على من يأتي الكنيف.

***

قوله: احتجت للحجامة، وأنا بحجر اليمامة. أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير ما تداويتم به الحجامة والشّونيز والقسط» (١).

القسط: عود يجاء به من الهند، يجعل في الدّواء والبخور.

وروى ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خير يوم يحتجم فيه سبعة عشر وتسعة عشر وأحد وعشرون، وما مررت بملإ من الملائكة ليلة أسري بي إلّا قالوا:

عليك بالحجامة يا محمد» (٢).

وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: لقد تبيّغ بي الدّم يا نافع، ادع لي حجّاما، ولا يجعله شيخا كبيرا، ولا صبيا، ثم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحجامة على الرّيق أمثل، فيها شفاء وبركة، تزيد في العقل والحفظ، وتزيد الحافظ حفظا، فمن احتجم فيوم الخميس والأحد والاثنين والثلاثاء، فإنه يوم رفع الله فيه البلاء» (٣).

عن أيوب عليه السلام، وأصابه [مرض] يوم الأربعاء: لا يبدأ جذام أو برص إلا في يوم الأربعاء أو ليلته.


(١) أخرجه البخاري في الطب باب ١٣، ومسلم في المساقاة حديث ٦٣، وأحمد في المسند ٣/ ١٠٧، ١٨٢.
(٢) أخرجه بنحوه الترمذي في الطب باب ١٢، وأحمد في المسند ١/ ٣٥٤ بلفظ: «إنّ خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة».
(٣) أخرجه ابن ماجة في الطب باب ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>