للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وراكب الفيل فيّال، والجمع خيّالة وبغّالة وحمّارة وقيّالة، وتبعه ابن قتيبة في هذا، وخطّأهما جميعا ابن السّيد وغيره واحتجوا بقول امرئ القيس: [السريع]

إذا ركبوا الخيل واستلأموا ... تحرّقت الأرض واليوم قرّ (١)

فقوله: «ركبوا الخيل»، يدلّ على أنه يقال لمن ركب الفرس: راكب.

وما ذكره يعقوب هو الصحيح، لأنّ العرب إذا أفردت لفظ راكب أن ركب لم يقع في كلامها إلّا على أصحاب الإبل مطلقا، فإذا أرادت أن توقعه علىأصحاب الخيل قيّدته بذكر الخيل، فقالوا: ركبت الفرس، وراكب الفرس، فيذكّرون الفرس، وعلى هذا أتى:

[السريع]

* إذا ركبوا الخيل واستلأموا*.

فخفيت هذه التفرقة على ابن السّيد، على حظّه الوافر من اللغة.

وقال الحريري في الدّرة: الراكب هو راكب البعير خاصّة، وجمعه ركبان، فأما الركب والأركوب، فقد جوز الخليل أن يطلق اسمهما على راكبي كلّ دابة إلّا أنّ الأركوب أكثر من الرّكب عدة وأكثر جماعة.

***

[[بنو نمير]]

وبنو نمير قبيلة من بني صعصعة، إحدى جمرات العرب، وأشرف بيوت قيس عيلان، وجمرات العرب ثلاثة، سموا بذلك لأنهم متوافرون في أنفسهم لم يدخلوا معهم غيرهم، والتجمير في كلامهم التجميع؛ وهم بنو نمير، وبنو الحارث بن كعب، وبنو ضبّة بن أدّ، فطفئت جمرتان وهم بنو ضبّة لمحالفتها الرّباب، وبنو الحارث لمحالفتها مذحج، وبقيت نمير لم تحالف، فهي على كثرتها ومنعتها، قال شاعرهم: [الوافر]

نمير جمرة العرب الّتي لم ... تزل في الحرب تلتهب التهابا (٢)

وكان الرجل منهم إذا قيل له: ممّن أنت؟ قال: نميريّ كما ترى، إدلالا بنسبته، وافتخارا بمنعته، حتى قال جرير في الراعي: [الوافر]

فغضّ الطّرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا (٣)


(١) البيت في ديوانه امرئ القيس ص ١٥٤.
(٢) البيت للراعي النميري في ديوانه ص ١٨، وتاج العروس (جمر).
(٣) البيت لجرير في ديوانه ص ٨٢١، وجمهرة اللغة ص ١٠٩٦، وخزانة الأدب ١/ ٧٢، ٧٤، ٩/ ٥٤٢، والدرر ٦/ ٣٢٢، وشحر المفصل ٩/ ١٢٨، ولسان العرب (حدد)، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٤١١، وخزانة الأدب ٧/ ٥٣١، ٩/ ٣٠٦، وشرح الأشموني ٣/ ٨٩٧، وشرح شافية ابن الحاجب ص ٢٤٤، والكتاب ٣/ ٥٣٣، والمقتضب ١/ ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>