للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأبي بكر بن بقيّ: [البسيط]

أقمت فيكم على الإقتار والعدم ... لو كنت حرّا أبيّ النّفس لم أقم

فلا حديقتكم يجنى لها ثمر ... ولا سماؤكم تنهلّ بالدّيم

أنا امرؤ إن نبت بي أرض أندلس ... جئت العراق فقامت لي على قدم

ما العيش بالعلم الإحالة ضعفت ... وحرفة وكلت بالقعدد الهرم

وللفقيه أبي محمد بن حزم: [الطويل]

ولي حول أكناف العراق صبابة ... ولا غرو أن يستوحش الكلف الصّبّ

فإن ينزل الرحمن رحلي بينهم ... فحينئذ يبدو التأسّف والكرب

هنالك يدري أن للبعد قصة ... وأنّ كساد العلم آفته القرب

***

قوله: أجلت، أي صرّفت. قداح: سهام. الاستشارة: مشاورة غيره في رأيه، وإجالة القداح تأتي في الثالثة والأربعين، واستعار هنا لمن يستشيره في أمر السفر قداحا، فإن وافق رأيه فكأنّه خرج له على السهم: «افعل» وإن خالفه فكأنه خرج عليه «لا تفعل».

اقتدحت: ضربت. زناد: ما يكون فيه النار. الاستخارة: طلب الخيرة من الله تعالى.

استجشت: حرّكت. جأشا: نفسا، وهي في سكونها عن السفر كالحجر فلا تتحرّك للسفر. أصعدت: طلعت. خيّمت: أقمت.

الرّملة: بلدة بالشام، سمّتها العرب بالرّملة لمّا غلب عليها الرمل، وهي من كور فلسطين، بينها وبين بيت المقدس ثمانية عشر ميلا، وكانت لدّ مدينة فلسطين القديمة، فلما ولي الخلافة سليمان بن عبد الملك ابتنى مدينة الرّملة، وخرّب لدّ، ونقل أهل لدّ إليها، فصارت الرملة مدينة فلسطين.

ألقيت: تركت. الرّحلة: الارتحال، وكني بإلقاء العصا عن الإقامة بعد أن تهيّأ.

أم القرى: مكة. وكنا نوينا ترك ذكر مكة لشهرتها، ثم وجدنا شيخنا ابن جبير قد ذكر فيها أشياء قل من يضبطها، فأثبتناها إعلاما لمن أحبّ استطلاعها، وتبرّكا بذكر البيت الشريف أعزه الله تعالى.

[[مكة المكرمة]]

قال شيخنا: مكة بلد قد وضعها الله تعالى بين جبال محدقة بها، وهي في بطن واد، مدينة كبيرة مستطيلة لها ثلاثة أبواب:

باب المعلّى يخرج منه إلى الجبّانة بالموضع الذي يعرف بالحجون عن يسار المارّ إليها جبل في أعلاه ثنيّة، عليها علم يشبه البرج منها إلى العمرة، وتعرف الثنيّة بكداء،

<<  <  ج: ص:  >  >>