للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا شرف عقبه فلأن منه بني هاشم، الذين فيهم النبوّة والخلافة، ومنه بنو أميّة القادة في الجاهلية، وأهل الخلافة في صدر الإسلام، وقد قدّمنا في أخبار الشافعيّ أن عبد مناف، يجتمع بنو هاشم وبنو أمية فيه، فلهؤلاء انتهى شرف مضر.

[[بنو عبد المدان]]

وأما بنو عبد المدان فأشراف اليمن، وبهم يضرب المثل في الشرف والعزة، وهو عبد المدان بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن مالك بن كعب ابن الحارث بن كعب بن خالد بن بجيلة بن مذحج وقال لقيط بن زرارة: [الوافر]

شربت الخمر حتى خلت أني ... أبو قابوس أو عبد المدان

أمشي في بني عدس بن زيد ... رخيّ البال منطلق اللّسان

وقال حسان رضي الله عنه: [الوافر]

وقد كنا نقول إذا رأينا ... لذي جسم يعدّ وذي بيان

كأنك أيّها المعطي بيانا ... وجسما من بني عبد المدان

وقالوا لحسّان: كنّا يا أبا الوليد، ونحن نطول بأجسامنا على العرب نرى لأنفسنا بذلك فضلا، حتى قلت: [البسيط]

دعوا التخاجؤ وامشوا مشية سحجا ... إنّ الرجال أولو قد وتذكير

لا بأس بالقوم من طول ومن عظم ... جسم البغال وأحلام العصافير

فتركتنا لا نرى لأجسامنا فضلا.

وحكى الأصمعيّ: أنه اجتمع يزيد بن عبد المدان وعامر بن الطّفيل بسوق عكاظ، وقدم أميّة بن الأسكر الكناني ومعه ابنة له، من أجمل أهل زمانها، فخطبها يزيد وعامر، فقالت أمّ كلاب (امرأة أمية): من هذان الرجلان؟ فعرّفها أمية، فقالت:

أعرف بني الديان ولا أعرف عامرا، قال: هل سمعت بملاعب الأسنّة؟ قالت: نعم، فقال: هذا ابن أخته، فقال يزيد: يا أمية أنا ابن الديان، صاحب الكثيب ورئيس مذحج ومكلّم العقاب، ومن كان يصوّب أصابعه فتنظف دما، وراحته فتخرج ذهبا، فقال أميّة: بخ بخ، فقال عامر: جدّي الأجذم، وعمّيالأصم، وخالي ملاعب الأسنة، وأبي فارس قرزل، فقال أمية: بخ بخ، مرعى ولا كالسّعدان، فأرسلها مثلا، فقال يزيد: يا عامر، هل تعلم شاعرا من قومي رحل بمدحة إلى رجل من قومك؟

قال: لا، قال: فهل تعلم أن شعراء قومك يرحلون بمدائحهم إلى قومي؟ قال: اللهم نعم، فنهض يزيد وهو يقول: [الكامل]

أميّ يا ابن الأسكر بن مدلج ... لا تجعلن هوازنا كمذحج

<<  <  ج: ص:  >  >>