للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشغى: المعوجّ. يغول: يهلك. نابه: ضرسه. الخئون: الكثير الخيانة. النابه والنبيه، من النباهة وهي الجلالة والرفعة، والخامل ضدّه. وأخنى عليّ: أخذ مالي.

ضلّة، أي ضلالة، وهوى: سقط. عقابه الأول جباله، والثاني عذابه تله: تشتغل.

يضاهي: يشابه. الوبل: أكثر المطر. حال مصابه، أي حال وقوعه، والمصاب: مصدر صاب يصوب صوبا ومصابا. الحمام: الموت. روعة: فزع صاحبه حين يلقاه. صابه:

مرّه، والصاب شجر مرّ. وقصارى: آخر ونهاية، كأنه قصر عندها أي جلس فلم يجاوزها. واها: عجبا. التلافي: التدارك لما فات إغلاق بابه، أي موته.

[[لقاء ملك الموت]]

وفي روعة ملقاه يحكى أنّ إبراهيم عليه السلام، قال لملك الموت: هل تستطيع أن تريني صورتك التي تقبض عليها روح الفاجر، قال: لا تستطيع ذلك، قال: بلى، قال:

فأعرض عني، ثم التفت، فإذا هو برجل أسود قائم الشعر منتن الريح، أسود الثياب، يخرج من فيه ومن منخريه لهيب النار والدخان. فغشي على إبراهيم عليه السلام، ثم أفاق وقد عاد إلى صورته: فقال إبراهيم: لو لم يكن للفاجر عند موته إلا صورتك لكان حسبه.

وفي مطعم صابه، يحكى أنّ إبراهيم عليه السلام قال له الله تعالى: كيف وجدت الموت يا خليلي؟ قال: كسفّود جعل في صوف رطب، قال: أما إنّا هونّا عليك. وقال لموسى عليه السلام: كيف وجدت الموت؟ قال كعصفور يقلى على المقلى، لا يموت فيستريح، ولا يطير فينجو. وفي رواية: كشاة تسلخ من جلدها وهي حية.

وقال كعب الأحبار لعمر رضي الله عنهما، وقد سأله أن يحدّثه عن الموت، قال:

الموت يا أمير المؤمنين كغصن كثير الشّوك، أدخل جوف رجل، فأخذت كلّ شوكة بعرق، ثم جذبه رجل شديد الجذب، فأخذ الغصن ما أخذ، وأبقىما أبقى.

وكان النبي صلّى الله عليه وسلم عند موته يقول: «إن للموت لسكرات، اللهم هوّن عليّ سكرات الموت» (١).

وقالت عائشة رضي الله عنها: «لا أغبط أحدا يهون عليه الموت بعد الذي رأيته من موته صلّى الله عليه وسلم» (٢).

فهذه حال أحبابه فكيف بمن غمر في بحار المعاصي! اللهم عفوك.

وشعر المقامة مزدوج القوافي، وعارضه الزاهد بن عمران فقال: [السريع]


(١) أخرجه بلفظ: «اللهم أعني على سكرات الموت»: ابن ماجة في الجنائز باب ٦٤، والترمذي في الجنائز باب ٧، وأحمد في المسند ٦/ ٦٤، ٧٠، ٧٧، ١٥١.
(٢) أخرجه الترمذي في الجنائز باب ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>