للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: يا ويح من أنذره شيبه، ويح كلمة ترحم؛ أنذره: أبلغه وحذّره. غيّ:

ضلال. منكمش: مسرع إليه ملازم له، وقد كمش الرّجل وانكمش في أمره: استمرّ ومضى فيه مسرعا.

[ومن قولهم في الشيب]

في هذا المعنى ما قال أكثم بن صيفيّ: الشيب عنوان الموت.

وقال العتابيّ: الشّيب نذير الموت.

وقال النّميريّ: هو عنوان الكبر.

قيس بن عاصم: هو خطام المنيّة.

محمود الوراق: الشّيب إحدى الميتتين.

المعتز بن سليمان: الشيب موت الشّعر، وموت الشّعر علّة لموت البشر.

أعرابيّ: كنت أنكر السوداء، فيا خير مبدول ويا شرّ بدل! أخذه حبيب فقال:

[الخفيف]

شاب رأسي وما رأيت مشيب الرّأ ... س إلّا من فضل شيب الفؤاد (١)

وكذاك الرءوس من كلّ بؤس ... ونعيم طلائع الأجساد

طال إنكاري البياض وإن عمّ ... رت شيئا أنكرت لون السّواد

زارني شخصه بطلعة ضيم ... عمّرت مجلسي من العوّاد

قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: عجّل عليك الشيب يا رسول الله، فقال: «شيّبتني هود وأخواتها» (٢).

وقيل لعبد الملك: عجّل عليك الشيب يا أمير المؤمنين، فقال شيّبني ارتقاء المنابر وتوقّع اللحن.

وقيل لشاعر: عجّل عليك الشيب فقال: كيف لا، وأنا أعصر قلبي في عمل لا يرجى ثوابه، ولا يؤمن عقابه.

وقال محمود الوراق رحمه الله: [المتقارب]

بكيت لقرب الأجل ... وبعد فوات الأمل

ووافد شيب طرا ... بعقب شباب رحل

شباب كأن لم يكن ... وشبب كأن لم يزل


(١) الأبيات في ديوان أبي تمام ص ٧٥.
(٢) أخرجه الترمذي في تفسير سورة ٥٦، باب ٦، بلفظ: «شيبتني هود والواقعة».

<<  <  ج: ص:  >  >>