للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحاجي، وأخذت أصف لهم حسن توشيته. ثمّ التفتّ فإذا به قد طمر، وناء بما قمر؛ فعجبنا مما صنع إذ وقع، ولم ندر أين سكع وصقع.

***

المفرّ: المهرب. المقرّ: المنزل والبلد. الثّكول: المرأة الثّكلى الفاقدة لأحبابها.

شعب، أي طريق، أي كلّ بلد لي بلد. ربعي رحب، أي منزلي متّسع. المستهام: الذي غلب الحبّ على قلبه فخرج هائما على وجهه لا يدري أين يتوجّه، وهام يهيم: ذهب عقله فخرج في غير الطريق، وقيل: الهائم: العليل القلب، الّذي يجد في قلبه هياما، وهو وجع يجده البعير، فلا يروى من شرب الماء: قال عروة بن حزام: [الطويل]

بي اليأس أو داء الهيام أصابني ... فإيّاك عنّي لا يكن بك ما بيا (١)

أو يكون من التهويم، وهو هجوم النوم، وهو في الأوجه الثلاثة اسم مفعول، وكان قياسه مستهيما إلّا أنه لما كان كأنه مغلوب على ذلك، جاء على هذا وحذف «به» لدلالة المعنى. والصّبّ: العاشق. البكر: التي ولدت بها. الجوّ: اسم لنواحي السماء. مهبّ الريح: موضع هبوبها من الجوّ، وأراد بلدته التي يجيء منها ويخرج عنها للبلاد. الغنّاء:

الكثيرة الأشجار، وتقدّمت علّتها. أصبو: أميل. أدنى: أقل. توشيته: تزيينه كلامه.

مشيئته: إرادته. طمر: وثب، وهو من الأضداد يقال: طمرت الشيء: سترته، وطمر الجرح سفل وعلا أيضا، ومنه قيل للبرغوث طامر، لنزوّه وارتفاعه. ناء: نهض. قمر:

حازه بالقمار. سكع: مشى مشي المتعسّف. صقع: ذهب، وقيل: لم يدر أين ذهب.

والسّكع: الذهاب على غير هداية، والصّقع: الناحية من الأرض، وما أدري أين صقع، أي أيّ ناحية قصد من الأرض.

***

[[في تفسير الأحاجي]]

إذا أردت أن تعرف المماثلة في هذه الأحاجي فتنظر «جوع أمدّ بزاد» فتقابله بطوامير، فتقسم هذه اللفظة، فتقابل القسم الأول وهو «طوا» بقولك: «جوع» فتجده مثله في المعنى، وتقابل بالقسم الثاني، وهو «مير» قولك: «أمد بزاد»، فتجده مثله في المعنى، والمير الإمداد بالزاد، ومير الرجل: أعطى نفقة وقوتا لعياله، فهذه المماثلة


(١) يروى عجز البيت:
فإيّاك عني لا أصبك بدائيا
وهو برواية المؤلف لمجنون ليلى في ديوانه ص ٢٢٨، وبالرواية الأخرى لعروة بن حزام في مقدمة ديوانه ص ٧٧، وسمط اللآلي ص ٩٥٠، ولسان العرب (سلل)، وتاج العروس (سلل)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٩٩٥، ١١٠٩، والمخصص ١٤/ ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>