فالثارات هنا جمع ثأر، وهو المطلوب بالدم، قال: [الوافر]
وكيف تجلّد الأقوام عنه ... ولم يقتل به الثأر المنيم (١)
قال أبو عليّ: الثأر: المقتول، سمّي بالمصدر، كرجل عدل، لذلك جمع بالتاء، وتفسير أبي عليّ عكس ما تقدم، وإذا كان منقولا من المصدر احتمل وصف الفاعل به والمفعول وثارات عثمان محتملة للتفسيرين، فتقديره على قول أبي عليّ:
يا مطلوبات عثمان، وعلى القول الآخر: يا طالبات عثمان هذا أوانكم بالجدّ، وتفسير: يا للثارات في المقامة يستقيم على المعنيين، فعلى الأولى معناه: يا مطلوبات الجياع، قد تمكنا منك، وعلى الثاني معناه: يا طالبين الأكل؛ قد تمكّنتم من المأكول.
وقوله: «نشز»، أي وثب. وتقدّم في الضبّ أنّه لا يرد الماء، وأن مسكنه الصحراء.
والنون: الحوت، وهو لا يفارق الماء، وهما لا يجتمعان، وقد تقدم للصابي:
[البسيط]
* الضبّ والنون لا يرجى التقاؤهما*.
وقال الآخر: [الطويل]
فلو أنهم جاءوا بشيء مقارب ... لقلت هو الشّكل الموافق للشّكل
ولكنهم جاءوا بحيتان لجّة ... قوامس، والمكنىّ فينا أبانا الحسل
فضرب بتباعدهما المثل.
راودناه: أردناه على الفعل، تقول: راودته على كذا، إذا أردته على فعله. يعود:
يرجع. ثمود: أمة صالح عليه الصلاة والسلام.
وقدار: هو عاقر الناقة، يضرب به المثل في الشؤم، فيقال: أشأم من قدار، ومن أحيمر عاد.
***
[[قصة ثمود]]
وتقريب قصته، أن ثمود كانت تبني في طول أعمارها، فاتخذوا من الجبال بيوتا فرهين، وبيوتهم إلى وقتنا هذا باقية منحوتة في الجبال ومساكنهم على قدر أجسامهم، ورممهم وآثارهم فيها بادية، فلما بعث فيهم صالح، قال له زعيمهم: إن كنت صادقا فأظهر لنا من هذه الصخرة ناقة سوداء عشراء، ذات عوف، فأتى الصخرة فتمخّضت
(١) البيت بلا نسبة في لسان العرب (جلد)، وتاج العروس (جلد).