للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومكره. كم طمس معلما، وأمرّ مطعما، وطحطح عرمرما، ودمّر ملكا مكرّما.

***

ادّكروا الحمام: اذكروا الموت. الرّمس: تراب القبر. هول مطلعه: خوف ما يراه الإنسان فيه. اللّحد: الحفيرة في جانب القبر. مودعه: المجعول فيه، كأنه وديعة فيه.

الملك: منكر ونكير، اللذان يفتنان الناس في قبورهم. روعة: تقريع وتخويف. المطلع:

المأتي.

قال الجوهريّ، رحمه الله تعالى: يقال: أين مطلع هذا الأمر؟ أي مأتاه، وهو موضع الاطّلاع من إشراف إلى انحدار، وجاء هو المطلع في الحديث، حدّث واثلة بن الأسقع وغيره قالوا: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال: «يا أيها الناس، اذكروا الموت وهول مطلعه وما تقدمون عليه من أعمالكم، فإنما أنتم عابرو سبيل إلى دار الخلود. ازهدوا في دنيانا قصة غير زائدة، مفرقة غير مجمعة، وارغبوا في دار لا تخرب قصورها ولا يبلى سرورها، ولا يموت ساكنها. أعمار أهل الجنة: أبناء ثلاث وثلاثين سنة، مكحّلون يأكلون ويشربون، لا يخرج من أجوافهم شيء إلا يعرقون، عرقهم ذلك ومسك، فلم أر مثل الجنة، نام طالبها، ولم أر مثل النار، نام هاربها».

وقال ابن سكّرة: [الطويل]

محمّد ما أعددت للترب والبلى ... وللملكين الواقفين على القبر

وأنت مصرّ لا تراجع توبة ... ولا ترعوي عما يذمّ من الأمر

سيأتيك يوم لا تحاول دفعه ... فقدّم له زادا إلى البعث والحشر

وتقدّم الباب موفّى حقه في الحادية عشر.

[[الأمل والطمع ومما قيل فيه شعرا]]

نذكر هنا بعض ما قيل في الأمل والطمع المانعين للناس من أعمال البر قال أبو العتاهية: [الهزج]

تعلقت بآمال ... طوال أيّ آمال (١)

فأقبلت على الدهر ... ملحّا أيّ إقبال

أيا هذا تجهز ل ... فراق الأهل والمال

فلا بدّ من الموت ... على حال من الحال

وقال أبو تمام: [الطويل]

أتأمل في الدنيا تجدّ وتعمر ... وأنت غدا فيها تموت وتقبر (٢)


(١) الأبيات في ديوان أبي العتاهية ص ٢١٣.
(٢) الأبيات في ديوان أبي تمام ص ٤٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>