للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسقف المسجد، فتحار العيون في تفاوت ارتفاعها، فما رئي في الأرض مسجد أعلى سقفا منه، ولا أطول أعمدة، ولهذا الجامع آثار كثيرة منها بيت بإزاء المحراب عن يمين مستقبل القبلة، يقال إنه كان مصلّى الخليل إبراهيم عليه السلام، وعليه ستر أسود صونا له، ومنه يخرج الخطيب لابسا ثياب السواد للخطبة، والناس يزدحمون على هذا البيت للصلاة فيه، وبمقربة هذا البيت عن يمين القبلة محراب محلق عليه بأعواد الساج، كأنه مسجد صغير مرتفع عن صحن البلاط، هو محراب عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وفيه ضربه الشقيّ عبد الرحمن بن ملجم، فالناس يصلّون فيه باكين داعين، وفي الزّاوية من البلاط القبليّ المتّصل بآخر البلاط الغربيّ شبه مسجد صغير محلّق عليه أيضا بأعواد الساج، وهو مفار التّنّور الذي كان آية نوح عليه السلام، ويتصل بالجدار القبليّ فضاء، يقال إنه. كان منشأ السفينة.

ومع هذا الفضاء دار عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه- تلقّينا هذه الآثار من أشياخ- البلد وفي الجهة الشرقيّة بيت قبر مسلمة بن عقيل، وفي جوف الجامع سقاية كبيرة فيها ثلاثة أحواض كبار، وفي غربيّ المدينة على مقدار فرسخ المشهد الشهير المنسوب لعلي بن أبي طالب حيث بركت ناقته، وهو محمول عليها ميّتا، وفيه قبره، والله تعالى أعلم بصحة ذلك. والفرات في الجانب الشرقيّ على قدر نصف فرسخ، والجانب الشرقي كله حدائق نخل ملتفّة يمتد سوادها امتداد البصر.

***

قوله: «سمرت» أي ذهب نومي. الأديم: الجلد، وأراد أنّ لون الليلة فيه سواد وبياض، لأن قمرها ناقص، ولذلك جعله. كتعويذ من لجين؛ وهو خرز فضة، يستعمل مستديرا استدارة القمر، وبعض الدائرة، فارغ فيربط في الدائرة خيط، فيعلّق في أعناق الصبيان.

[[مما قيل في الهلال شعرا]]

وقال فيه السكرادي: [الكامل]

قم سلّ همّي بالمدا ... م ففيه همّ قد أمضّه

أو ما ترى قمر السّما ... ء كأنه تعويذ فضّه

فإذا ألمّ به المحا ... ق تخاله في الخدّ عضّه

وعلى معنى البيت الآخر، قال إسماعيل القاضي يصف الهلال: [مجزوء الخفيف]

اسقني قبل صاحبي ... واخش صرف النوائب

فالهلال الذي يلو ... ح خلال الغياهب

مثل فخ اللجين صي ... غ لصيد الكواكب

وقال القاضي أبو محمد عبد الوهاب: [المنسرح]

<<  <  ج: ص:  >  >>