للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ارتفاع. عبرتي في صبب: دمعي في انحدار. المنتجع: الموضع الخصيب الذي ينتجع للمرعى، يقول: موضعكم خصيب وأنتم كرام فمن طلب منكم رزقه وجده. لهاكم:

عطاياكم. منهلّة: منصبّة. لاذ: تستّر ولجأ. مرتاع: خائف. والنّوب: جمع نائبة على غير قياس، وهي الداهية، وجعل لها نابا مجازا وجنّس به، وأصل الناب للسبع.

***

[الرجز]

ولا استدرّ آمل ... حباكم فما حبي

فانعطفوا في قصّتي ... وأحسنوا منقلبي

فلو بلوتم عيشتي ... في مطعمي ومشربي

لساءكم ضرّي الّذي ... أسلمني للكرب

ولو خبرتم حسبي ... ونسبي ومذهبي

وما حوت معرفتي ... من العلوم النّخب

لما اعترتكم شبهة ... في أنّ دائي أدبي

فليت أني لم أكن ... أرضعت ثدي الأدب

فقد دهاني شؤمه ... وعقّني فيه أبي

***

استدرّ: طلب الدّرّ وهو اللبن. آمل: راج. حباءكم: عطاءكم. انعطفوا: ميلوا.

منقلبي: مرجعي، يقول: عساكم أن تشفقوا عليّ وتميل قلوبكم بالرحمة إليّ حتى يحسن منقلبي من عندكم. بلوتم: جرّبتم. أسلمني: تركني. الكرب: الهموم. خبرتم:

اختبرتم. حسبي: شرفي. والحسب آباء أشراف بحسب أو أفعال كريمة. مذهبي:

طريقتي. خوت: جمعت. النّخب المختارة. اعترتكم قصدتكم. شبهة: شكّ وحيرة.

دهاني: أهلكني وضرّني. شؤمه: نحسه. عقني قطعني وأساء إليّ بتعليمه، فهو يتطيّر بأدبه.

[[الأدب]]

والتّطيّر بالأدب مذهب قديم متداول، وقد أشار إليه ابن قتيبة في صدر أدبه:

وقال عمر بن شبّة: من أعجب العجب ثلاثة مقارنة لثلاثة: الحرفة للأدباء، وتباعد المال عن الظرفاء، وإقبال الدنيا على النّوكى.

وقيل للحسن البصري رحمه الله: لم صارت الحرفة مقرونة مع العلم، والثروة مقرونة مع الجهل؟ فقال: ليس كما قلتم، ولكن طلبتم قليلا في قليل فأعجزكم، طلبتم

<<  <  ج: ص:  >  >>