للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في غيبتك عند إصهارك، والمشير إليك إذا حضرت، أشرت إليك أن تتزوّج فيهم إذا رأيتهم أكفاءك.

والوكيل لك عليهم حتى يزوّجوك، والوكيل عليك، لتمتثل ما آمرك به من الزواج فيهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل. قيل فيه: الكافي هو، قال الفراء: يكون المعنى: كافينا الله ونعم الكافي، كقولك: رازقنا الله ونعم الرازق. ابن الأنباريّ وهو أحسن في اللفظ من قولك: كافينا الله ونعم الوكيل. دينهم: عاداتهم. جبر: إصلاح. فكّ: حلّ. احترام:

إعزاز وتقريب، وهو افتعال من الحرمة، أي يجعلونه في حرمتهم، العشير: الصاحب.

استنصاح المشير، أي من أشار عليهم بشيء رأوه ناصحا.

[[إبراهيم بن أدهم]]

إبراهيم بن أدهم، هو من شيوخ الصوفية، وهو من رجال رسالة القشيريّ، قال صاحبها: فمنهم أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور بن إسحاق البلخيّ من كورة بلخ، من أبناء الملوك.

وحدث إبراهيم بن بشار، قال: صحبت إبراهيم بن أدهم بن منصور بن إسحاق البلخيّ بالشام، فقالت له: يا أبا إسحاق، خبّرني عن بدء أمرك كيف كان؟ فقال: كان أبي من ملوك خراسان، وكنت شابّا، فركبت يوما على دابّة ومعي كلب، وخرجت إلى الصيد فأثرت ثعلبا، فبينا أنا في طلبه، إذ هتف بي هاتف: ألهذا خلقت أم بهذا أمرت؟

ففزعت ووقفت، ثم عدت فركضت الثانية، ففعل مثل ذلك ثلاث مرّات، ثم هتف بي من قربوس السرج: لا والله ما لهذا خلقت، ولا بهذا أمرت. قال: فنزلت وصادفت راعيا لأبي، فأخذت منه جبّة من صوف، فلبستها وأعطيته الفرس، وما كان معي. ثم دخلت البادية متوجّها إلى مكة، فبينا أنا يوما في مسيري إذا برجل يسير، وليس معه إناء ولا زاد، فلمّا أمسى وصلّى المغرب حرّك شفتيه بكلام لا أفهمه، وإذا أنا بإناء فيه طعام وإناء فيه شراب، فأكلت وشربت، وكنت على ذلك معه أياما، وعلّمني اسم الله الأعظم، ثم غاب عني، وبقيت وحدي أنا ذات يوم مستوحش من الوحدة، دعوت الله فإذا أنا بشخص آخذ بحجزتي، فقال لي: سل تعط، فراعني صوته، فقال: لا روعة عليك ولا بأس، أنا أخوك الخضر إنّ أخي داود علّمكاسم الله الأعظم فلا تدع على أحد بينك وبينه شحناء فتهلكه، ولكن ادع الله به أن يقوّي ضعفك، ويؤنس وحشتك، وتجدّد به في كلّ يوم نيّتك ورغبتك، ثم تركني وانصرف.

وصحبه سفيان الثوريّ والفضيل بن عياض ودخل الشأم ومات بها. وكان يأكل من عمل يده، مثل الحصاد وحفظ البساتين.

وكان كبير الشأن في الورع، وقال: أطب مطعمك ولا عليك، ألّا تقوم بالليل ولا تصوم بالنهار.

<<  <  ج: ص:  >  >>