للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: يزويه، أي يقبضه خجل: حياء، وقد خجل إذا استحيا. يثنيه: يردّه.

وجل: خوف.

محضته، أي أخلصته. توهّمته: حسبته. والحميم: الخاصّ من الإخوان، والحميم الثاني: الماء الحارّ السخن.

والصّديد: الدم المختلط بالقيح. أوليته: ألصقت به. القطيعة: البعد قال: مبغض.

إلفا: صاحبا. ذمام: عهد. بان: تبيّن جلفا: جافيا. ذميما. مذموما. كليما الأوّل مكلّما، والثاني مجروحا.

***

[[مما قيل في الغدر وقلة الوفاء]]

وقد أكثر الناس من التشكّي بغدر الإخوان وقلة الوفاء منهم على قديم الزمان وحديثه، ونسوق منه ما يليق بهذا الموضع:

قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى لصديق له: هل بلغك شيء تكره ممّن لا تعرف؟ قال: لا، قال: فأقلل ممّن تعرف.

الجاحظ: قرئ على باب شيخ من أهل الرّيّ: جزى الله من لا يعرفنا ولا نعرفه خيرا، كأنه اتقى من ثقاته.

وقال امرؤ القيس بن حجر: [الطويل]

إذا قلت هذا صاحب قد رضيته ... وقرّت به العينان بدّلت آخرا (١)

كذلك جدّي، ما أصاحب صاحبا ... من النّاس إلا خانني وتغيّرا

وقال النابغة: [الطويل]

ولست بمستبق أخا لا تلمّه ... على شعث، أيّ الرّجال المهذّب (٢)!

ولمّا انحرف ابن الزيات عن إبراهيم بن العباس الصولي، تحاماه الناس أن يلقوه، وكان الحارث بن سنجر صديقا له، فهجره من ذلك، فكتب إليه: [الطويل]

تغيّر لي فيمن تغيّر حارث ... وكم من خليل غيّرته الحوادث (٣)


(١) البيتان في ديوان امرئ القيس ص ٦٩، والبيت الأول في لسان العرب (أخر)، وتاج العروس (أخر).
(٢) البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٢٨، ولسان العرب (شعث)، (بقى)، وتهذيب اللغة ١/ ٤٠٦، ٦/ ٢٦٦، ٩/ ٣٤٨، وكتاب العين ٥/ ٢٣٠، وجمهرة اللغة ص ٣٠٧، وجمهرة الأمثال ١/ ١٨٨! ، وفصل المقال ص ٤٤، والمستقصى ١/ ٤٥٠، ومجمع الأمثال ١/ ٢٣، ومقاييس اللغة ١/ ٢٧٧، وأساس البلاغة (بقي)، وتاج العروس (بقي).
(٣) الأبيات في ديوان الصولي ص ١٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>