للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفتيّ من الناس: بين الفتوة، والفتى والفتية: الشاب والشابة. الاصطلاء: التسخن بالنار، الثّمل: السكران، والطّلاء: الخمر، وأصل الطّلاء الرّبّ الثّخين الأسود، فسميت الخمر الصافية طلاء بضد صفتها، كما سمّي اللديغ سليما، والأسود أبا البيضاء، والذئب أبا جعدة، وجعدة اسم الشاة.

***

ولما أن سرى الحصر، وانسرى الخصر، أتينا بموائد كالهالات دورا، والروضات نورا، وقد شحنّ بأطعمة الولائم، وحمين من العائب واللائم، فرفضنا ما قيل في البطنة، ورأينا الإمعان فيها من الفطنة، حتّى إذا اكتلنا بصاع الحطم، وأشفينا على خطر التّخم، تعاورنا مشوش الغمر، ثم تبوأنا مقاعد السّمر، وأخذ كلّ واحد منّا يشول بلسانه، وينشر ما في صوانه، ما عدا شيخا مشتبها فوداه مخلولقا برداه؛ فإنّه ربض حجرة، وأوسعنا هجرة، فغاظنا تجنّبه، الملتبس موجبه، المعذور فيه مؤنّبه، إلا أنا ألنا له القول، وخشينا في المسألة العول، وكلما رمنا أن يفيض كما فضنا، أو يفيض فيما أفضنا أعرض إعراض العلية الأرذلين، وتلا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ [الأنفال: ٣١]. ثم كأن الحمية هاجته، والنّفس الأبية ناجته، فدلف، وازدلف، وخلع الصّلف، وبدل أن يتلافى ما سلف، ثمّ استرعى سمع السّامر. واندفع كالسيل الهامر وقال:

***

سرى الحصر، أي زال السكوت، والحصر: انقطاع الكلام، وهو العيّ، وحصر يحصر: عيّ، والحصر أيضا: ضيق الصدر. انسرى الخصر: ذهب البرد، والخصر:

البارد، وخصر الرجل: إذا آذاه البرد وآلمه في أطرافه. والروضات نورا، أي هي فاعمة بكثرة الطعام وأنواع الألوان. شحنّ: ملئن. الولائم: الأعراس. حمين: منعن. العائب:

الذي يعيب الطعام. واللائم: الذي يقف على رءوس أضيافه، فيقول: ما أكلتم، استعملوا، زد يا فلان، فيخجل أضيافه لذلك، فلا يتمكّنون من الطعام. رفضنا: تركنا.

[[البطنة]]

البطنة: الامتلاء من الطعام، والذي قيل في البطنة: البطنة تذهب الفطنة، فقال تركنا هذا المعنى وخالفناه، ورأينا أنّ البطنة وهي امتلاء البطن من الطعام والإمعان فيه، أي المبالغة في الأكل يقوي الفطنة، ويولدها لا أنّه يذهبها، والفطنة: الذكاء وحدّة الذهن.

معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما أحل الله حلالا أبغض إليه من بطن مليء طعاما، فقصّروا من الطعام تملئوا من الحكمة».

المقدام بن معد يكرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما ملأ آدمي وعاء شرا من

<<  <  ج: ص:  >  >>