للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا غرّة حكم الجمال لها على ... شمس الضحى وأصاب فيما يحكم

يحكي الجآذر جيدها ولحاظها ... هيهات دون العالم المتعلّم

وكأنّ قامتها ونغمة لفظها ... غصن عليه بلبل يترنّم

يضحي الخليّ إذا رآها عاشقا ... والعقل توقظه اللحاظ النوّم

وما أحسن ما قال أبو الحسن بن القبطرنة: [المتقارب]

ذكرت سليمى وحرّ الوغى ... كقلبي ساعة ودّعتها

وأبصرت بين القنا قدّها ... وقد ملن نحوي فعانقتها

قوله: تلاه، أي تبعه. ويلاه: دعا لنفسه بالويل والخسران حين رأى نهدا لا يصبر عنه.

[[مما قيل في النهود]]

ومما جاء من التشبيهات الحسان في أوصاف النّهود قول عمرو بن كلثوم: [الوافر]

وثديا مثل حقّ العاج رخصا ... مصانا من أكفّ اللامسينا (١)

بشار: [البسيط]

والنهد تحسبه وسنان أو كسلا ... وقد تمايل ميلا غير منكسر

ابن الرومي: [الوافر]

صدور فوقهنّ حقاق عاج ... ودرّ زانه حسن اتّساق

يقول القائلون إذا رأوه ... أهذا الدّرّ من هذي الحقاق!

وأخذه من قول عبد الله بن السبط: [المتقارب]

كأنّ الثّدي إذا ما بدت ... وزان العقود بهنّ النّحورا

حقاق من العاج مكنونة ... يسعن من الدرّ شيئا يسيرا

ولإدريس اليماني: [الطويل]

أيا ربّة النّهد الذي بسنانه ... يحطّ فتى الهيجاء عن فرس نهد

أحقان من عاج بصدرك أم هما ... رقيبان قد قاما على جنّة الخلد


(١) البيت في ديوان عمرو بن كلثوم ص ٦٨، ولسان العرب (حقق)، وجمهرة اللغة ص ١٠١، وجمهرة أشعار العرب ١/ ٣٩٣، وشرح ديوان امرئ القيس ص ٣٢٢، وشرح القصائد السبع ص ٣٨١، وشرح القصائد العشر ص ٣٢٧، وشرح المعلقات السبع ص ١٦٩، وشرح المعلقات العشر ص ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>