للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالوا له: أنت أستاذنا وقد رأينا منك أشياء أنكرناها عليك. قال. وما هي؟ قالوا: دخلنا والطعام بين يديك فلم تدعنا إليه، قال: إنما أذنت لكم لتأكلوا، ثم ماذا؟ قالوا: دعوت بالطشت ونحن حضور فبلت ونحن نراك؛ فقال: أنا مكفوف وأنتم بصراء وأنتم المأمورون بغضّ البصر دوني، ثم ماذا؟ قالوا: حضرت الصلاة فلم تصلّ، فقال: إنّ الذي يقبلها تفاريق يقبلها جملة. هذا على أنه القائل: [الطويل]

ألم تر أنّ الدهر يقدح في الصّفا ... وأنّ بقائي إن حييت قليل

خليلك ما قدّمت من عمل التّقى ... وليس لأيّام المنون خليل

فعش خائفا للموت أو غير خائف ... على كلّ نفس للحمام دليل

وقال الحسن رحمه الله تعالى: [الوافر]

وندمان يرى غبنا عليه ... بأن يمسي وليس له انتشاء

إذا نبّهته من نوم سكر ... كفاه مرّة منك النداء

إذا ما أدركته الظهر صلّى ... فلا ظهر عليه ولا عشاء

يصلّي هذه في وقت هذي ... فكلّ صلاته أبدا قضاء

[[مدينة تفليس]]

تفليس: مدينة بإرمينية بينها وبين قالي قلا ثلاثون فرسخا، ومن قالي قلا ابتداء الأنهار العظام، أوّلها الفرات- وقد تقدّم- يأخذ من قالي قلا فرسخين، ثم يشقّ مغرّبا إلى دبيل إلى ورثان، ثم يصبّ إلى بحر الخزر، والثاني الكبير يخرج من مدينة قالي قلا، ثم يشقّ إلى مدينة تفليس مشرّقا إلى مدينة بردعة وأرضها، ثم يقرب من بحر الخزر، فيلتقي مع الرسّ ويصيران نهرا واحدا.

ويقال: إن خلف الرسّ ثلاثمائة مدينة خراب، وهي التي ذكرها الله تعالى، وأصحاب الرسّ بعث إليها حنظلة بن صفوان فقتلوه، فأهلكوا. وقيل في أصحاب الرسّ غير ذلك.

وإرمينية مقسومة على ثلاثة أقسام، فالقسم الأوّل مدينة دبيل، ومدينة قالي قلا، ومدينة خلاط، ومدينة شمشاط، ومدينة السوّاد، والجزء الثاني مدينة بردعة، ومدينة البيلقان، ومدينة قيلة، ومدينة الباب والأبواب والثالث مدينة خزوان ومدينة تفليس.

والمدينة التي تعرف بمسجد ذي القرءين، وافتتحت إرمينية في خلافة عثمان، وافتتحها سليمان بن ربيعة الباهليّ في سنة أربع وعشرين.

عصبة: جماعة. مفاليس: فقراء، وأفلس الرجل: صار صاحب فلوس بعد أن كان صاحب دنانير. أزمعنا الانفلات: عزمنا على الخروج. اللقوة: داء يأخذ في الوجه، والفواق: ما بين الحلبتين. درّ العصبيّة: لبن الحميّة، وهو مثل. نفثة: كلمة. البذل:

<<  <  ج: ص:  >  >>