للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاطب بمعنى مجمع للمال. أساطير: أحاديث، وهي جمع أسطار، وأسطار: جمع سطر. وقيل: الأساطير: جمع أسطورة وإسطارة. دساتير: أزمّة. تدرس: تمحى أو تترك حتى تتغيّر.

[[قصة المثل: عند جهينة الخبر اليقين]]

جهينة الأخبار، أي العارف بها. واختلفوا في المثل، قال الأصمعي رحمه الله تعالى: جفينة بالجيم والفاء.

وقال أبو عبيدة رحمه الله تعالى: حفينة، بحاء غير معجمة.

وقال ابن الكلبي: جهينة بالجيم والهاء، وهو الصحيح.

وأصله أنّ حصين بن عمرو بن معاوية بن كلاب خرج يطلب فرصة فاجتمع برجل من جهينة يقال له الأخنس بن كعب، فنزلا في بعض منازلهما. وتعاقدا ألّا يلقيا أحدا إلا سلباه، وكلاهما فاتك يحذر صاحبه، فلقيا رجلا، فسلباه كلّ ما معه فقال لهما: هل لكما أن تردّا عليّ بعض ما أخذتما منّي وأدلّكما على مغنم؟ فقالا: نعم، قال هذا رجل لخميّ قدم من بعض الملوك بمغنم كثير، وهو خلفي في موضع كذا، فردّا عليه بعض ماله، وطلبا اللخميّ، فوجداه نازلا في ظل شجرة وقدّامه طعامه وشرابه، فحيّاه وحيّاهما، وعرض عليهما الطعام، فنزلا وأكلا، وشربا مع اللخميّ. ثم إن الأخنس ذهب لبعض شأنه، فلما رجع أبصر سيف صاحبه مسلولا، واللخميّ يتشحّط في دمه، فسلّ سيفه، وقال: ويحك! قتلت رجلا قد تحرّمنا بطعامه وشرابه! فقال: اقعد يا أخا جهينة، فلهذا وشبهه خرجنا. ثم إنّ الجهنيّ شغل صاحبه بشيء، ثم وثب عليه فقتله، وأخذ متاعه ومتاع اللخميّ. ثم انصرف إلى قومه راجعا بماله، وكانت لحصين أخت تسمّى صخرة، فكانت تبكيه في المواسم وتسأل عنه فلا تجد من يخبرها بخبره، فقال الأخنس حين أبصرها: [الوافر]

وكم من فارس لا تزدريه ... إذا شخصت لرؤيته العيون

علوت بياض مفرقه بعضب ... فأضحى في الفلاة له سكون

يذلّ له العزيز وكلّ ليث ... من العقبان مسكنه العرين

فأضحت عرسه ولها عليه ... بعيد هدوء رقدتها أنين

كصخرة إذ تسائل في مراح ... وفى جرم وعلمهما ظنون

تسائل عن حصين كلّ ركب ... وعند جهينة الخبر اليقين (١)


(١) البيت للأخنس الجهني في لسان العرب (جفن)، وتاج العروس (جفن)، ولغصين في لسان العرب (جفن)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٨٩٠، وتاج العروس (جهن).

<<  <  ج: ص:  >  >>