أعاني: أقاسي. أتشوف: أتطلع. خبرة: اختبار. استنشيت: استطلعت، وأصل معناه شممت. جوّابة: قطّاعة. وجوّالة أي الذين عادتهم الجولان في البلاد. حاور:
كلّم. عجماء: بهيمة، والمحاورة: المراجعة في الكلام. تراخي. طول المدة. الكمد:
مصاحبة الهمّ والحزن. ركبا: أصحاب الإبل. قافلين: راجعين من سفر. مغرّبة، أي هل عندكم من حديث غريب. والعنقاء، قال ابن عباس رضي الله عنه: هو طائر فضّل به بنو إسرائيل، فانتقل بعد يوشع إلى بلاد قيس عيلان بنجد والحجاز، فآذى الولدان، فشكوا ذلك إلى خالد بن سنان- وكان نبيّا بين عيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام- فدعا الله أن يقطع نسلها فبقيت صورتها تصوّر في البسط، وكان أجمل طائر وأعظمه، ووجهه على هيئة وجوه الناس. وقال أهل الرواية: عنقاء مغرب، إنما هو الأمر العجيب. والعنق:
السرعة، وذكرت عجائب البلدان بمجلس الراضي، فقال قائل: أعجب ما في الدنيا طائر بأرض طبرستان على شاطئ الأنهار شبيه بالباشق، يسمّى الكلم، وهو يصيح في فصل الربيع فتجتمع إليه العصافير، وصغار الطير، فتزقّه فإذا كان آخر النهار أخذ واحدا مما قرب من الطير فيأكله، فذلك فعله إلى أن ينقضي فصل الربيع، فتجتمع إليه العصافير وصغار الطّير فتطرده وتضربه، فيفرّ منها فلا يسمع له صوت إلى الفصل الربيعي. وهو طائر حسن، موشّى العينين.
وذكر الجاحظ أنه من عجائب الدنيا، وذلك أنّه لا يطأ الأرض بقدميه، بل بإحداهما خوفا على الأرض أن تنخسف من تحته، والثاني دودة تضيء بالليل كالشمع، وتصير بالنهار لها أجنحة خضر، وبالليل لا جناحين لها، غذاؤها التراب، لم تشبع قط منه خوفا أن يفنى التّراب فتموت جوعا، والثالث أعجب من الطّائر، والدودة من يكري نفسه للقتال، يعني المسترزقة من الجند، فاستحسن الخبر من حضر، فقال الرّاضي معارضا لما ذكر الجاحظ أنّ أعجب ما في الدنيا ثلاث: البوم، لا تظهر بالنهار خوفا أن تصيبها العين لحسنها وجمالها، فتظهر بالليل، الثاني الكركيّ لا يطأ الأرض بقدميه معا بل بإحداهما فإذا وطئها لم يعتمد عليها اعتمادا قويا خوفا من أن تنخسف الأرض بثقله، الثالث الطائر الذي يقعد في مشارق الماء من الأنهار الذي عرف بمالك الحزين، يشبه الكركيّ لا يشبع من الماء خشية أن يفنى فيموت عطشا، فافترق أهل المجلس والكلّ متعجبون من الرّاضي كيف تأتي منه مثل هذه المذاكرة مع من حضره من أهل السنّ والمعرفة مع صغر سنه. والحكاية بكاملها في كتاب المسعودي.
[[زرقاء اليمامة]]
وأما الزرقاء فكانت تبصر على مسيرة ثلاث ليال، وكانت من جديس بن عامر بن إرم بن سام بن نوح، وكان مع جديس طسم بن لاوذ بن إرم، وكانت مملكتهم في طسم، وكانوا يسكنون اليمامة، وهما من العرب العاربة فأقاموا برهة، وبلادهم أفضل