للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[في الفرج بعد الشدّة]

وأنشد أبو حاتم في معنى أبيات المقامة: [الوافر]

إذا اشتملت على اليأس القلوب ... وضاق لما به الصّدر الرّحيب

ووطّنت المكاره واطمأنّت ... وأرست في مكامنها الخطوب

ولم تر لانكشاف الضّرّ وجها ... ولا أغنى بحيلته الأريب

أتاك على قنوط منه غوث ... يمنّ به اللّطيف المستجيب

وكلّ الحادثات إذا تناهت ... فمقرون بها الفرج القريب

قال أبو بكر بن الأنباري: أنشدني إسماعيل القاضي: [مجزوء الكامل]

لا تعتبنّ على النّوائب ... فالدّهر يرغم كلّ عاتب

واصبر على حدثانه ... إن الأمور لها عواقب

ولكلّ صافية قذى ... ولكلّ خالصة شوائب

كم فرجة مطوية ... لك بين أثناء النّوائب

ومسرّة قد أقبلت ... من حيث تنتظر المصائب

قال القاضي رحمه الله: ما عرض لي همّ فادح، فذكرت تلك الأبيات، إلا رجوت من الله الفرج، ثم تؤول عاقبة ما أحذره إلى فاتحة ما أوثر.

قال عليّ الكاتب: أصبحت يوما مغموما غمّا لا أعرف سببه، فجاءني رحل بظهر حوار وإذا فيه: [مجزوء الكامل]

روّح فؤادك بالضّحى ... ترجع إلى روح وطيب

لا تيأسن وإن أل ... حّ الدهر من فرج قريب

قال: فزال عني الهمّ، ووجدت طعم الفرج.

وحكى الأصمعيّ رحمه الله تعالى قال: بتّ ليلة بالبادية وحيدا مغموما، فلما انتهى الليل سمعت قائلا يقول ولم أر شخصه: [الكامل]

فرج القضاء بكفّ من ... بقضائه نزل البلاء

واصبر فكلّ شديدة ... لا بدّ يتبعها رخاء

وقال آخر: [الرمل]

سوف تبلى كلّ جدّة ... وستقضى كلّ مدّة


صرمة بن أبي أنس أو لحنيف في خزانة الأدب ٦/ ١١٥، ولعبيد بن الأبصر في ديوانه ص ١٢٨، وبلا نسبة في أساس البلاغة (فرج)، وأمالي المرتضى ١/ ٤٨٦، والبيان والتبيين ٣/ ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>