للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهما، قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات، شحّ مطاع، وهوى متّبع، وعجب كلّ ذي رأي برأيه» (١). وقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل، أمّا الهوى فيصدّ عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة» (٢). وقال بعضهم: أفضل النّاس من عصى هواه، وأفضل منه من رفض دنياه. تنمي: تزيد. التوى: اعوجّ. التّوى: الهلاك.

القويم: المعتدل. التهبت: اشتعلت الطّوى: الجوع. طوى، أي طوى عليه ضلوعه وستره. وقال أبو فراس: [الكامل]

لا أرتضي ودّا إذا هو لم يدم ... عند الجفاء وقلة الإنصاف (٣)

تعس الحريص وقلّ ما يأتي به ... عوضا من الإلحاح والإلحاف

إنّ الغنيّ هو الغنيّ بنفسه ... ولو أنه عاري المناكب حافي

ما كلّ ما فوق البسيطة كافيا ... فإذا قنعت فكلّ شيء كافي

ويعاف لي طمع الحريص فتوّتي ... ومروءتي وقناعتي وعفافي

شيم عرفت بهنّ مذ أنا يافع ... ولقد عرفت بمثلها أسلافي

قوله: المردي، أي المهلك المحلّق: الطائر يستدير في طيرانه. هوى: سقط.

أسعف: اقض حوائجهم. اللّباب: الخالص. انطوى، انقطع إلى جودك وتعلّق به. نبا:

ارتفع ولم يوافق. يرعى: يحفظ. النّوى: البعد نوى: أراده وقصده، وقد قالوا: خير الإخوان، من أقبل عليك إذا أدبر الزمان. الشّوى: القوائم، ويقال لجلدة الرأس: شوى.

وقوله: شوى، أي صنع شواء وأولاها النار. يقول: من اعتذر إليك من الإخوان فاعذره، ولا تكن ممّن إذا وقع على ذنب لصاحبه أخذه به، ونزع جلدة رأسه فشواها.

[[مما جاء في قبول العذر]]

وقال صلى الله عليه وسلم: «من لم يقبل من متنصّل عذرا، صادقا كان أو كاذبا، لم يرد عليّ الحوض».

وقالوا: المعترف بالذنب كمن لا ذنب له.

واعتذر رجل إلى إبراهيم بن المهديّ، فقال: قد أغناك الله بالعذر عن الاعتذار، وأغنانا بحسن النية عن سوء الظن.

وقال الحسن بن وهب: [السريع]

ما أحسن العفو من القادر ... لا سيما عن غير ذي ناصر


(١) أخرجه بمعناه أبو داود في الملاحم باب ١٧، والترمذي في تفسير سورة ٥، باب ١٨، وابن ماجة في الفتن باب ٢١، بلفظ: «وإعجاب كل ذي رأي برأيه».
(٢) أخرجه بنحوه البخاري في الرقاق باب ٥.
(٣) الأبيات في ديوان أبي فراس الحمداني ص ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>