للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وولد المنصور في سنة خمس وتسعين في اليوم الذي مات فيه الحجاج، ومات بمكة ببئر ميمون لستّ خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة.

***

[[مدينة صور]]

صور: مدينة بالشأم، بينها وبين دمشق ثلاثون فرسخا.

وقال شيخنا ابن جبير: مدينة صور يضرب بها المثل في الحصانة، لا تلقي لطالبها بيد طاعة ولا استكانة، قد أعدّها الإفرنج مفزعا لحادثة زمانهم، وجعلوها مثابة لأمانهم.

وحصانتها ومناعتها أعجب ما يحدّث به، وذلك أنّها راجعة إلى بابين، أحدهما في البر والثاني في البحر، والبحر يحيط بها إلا من جهة واحدة، فالبري يفضي إليها بعد ولوج ثلاث أبواب أو أربعة، كلها في ستائر مشيدة محيطة بالباب، والبحريّ يدخل إليه بين برجين مشيّدين إلى مرسى له، ليس في البلاد أعجب منه وصفا، يحيط به سور المدينة من ثلاثة جوانب، ويحدق به من جانب آخر جدار معقود بالجصّ، والسفن تدخل تحت السّور وترسي فيه، ويعترض من البرجين المذكورين سلسلة عظيمة معقودة تمنع عند اعتراضها الداخل والخارج، ولا مجال للمراكب إلا عند إزالتها، وعلى الباب حرّاس، لا يدخل الداخل ولا يخرج إلا على أعينهم، فشأن هذا المرسى شأن عظيم، وعند الباب البرّي عين معينة، تنحدر إليها على أدراج، والآبار والجباب بها كثيرة، لا تخلو دار منها، ولا بساتين بها إنما تجلب لها الفواكه من أقطارها التي بالقرب منها.

ولها أعملة متصلة، والجبال بالقرب منها معمورة بالضياع، ومنها تجيء الثمرات إليها، وللمسلمين الباقين بها مسجدان.

وأعلمني أحد أشياخنا أنها أخذت من أيديهم سنة ثمان عشرة وخمسمائة بعد محاصرة طويلة، وبها كانت دار الصنعة ومنها تخرج مراكب المسلمين للغزو.

***

قوله: ذا رفعة، أي عزّة ومكانة، خفض: طيب عيش، ومعنى مالك رفع وخفض، أي صاحب أحمال ترفع على الإبل في السفر وتحطّ عنها للنزول، ويريد أنه ذو قدرة وتمكّن يخفض ويرفع من أراد، قوله: تقت، أي اشتقت.

[[مصر]]

مصر: قال الهمذاني: سميت بمصر بن هرمس بن هروس جدّ الإسكندر.

وقال أهل اللغة: المصر الحدّ فسمّيت مصر لأنها حد بين المشرق والمغرب. ابن دريد كل بلد عظيم مصر، نحو البصرة والكوفة.

طول مصر من الشّجرتين اللتين بين أمج والعريش إلى أسوان، وعرضها من برقة

<<  <  ج: ص:  >  >>