للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[القعقاع بن شور]]

القعقاع بن شور، قال المبرّد: هو رجل سيد من عبد الله بن دارم، وكان إذا جالسه جليس فعرفه بالقصد إليه جعل له نصيبا في ماله، وأعانه على عدوّه، وشفع له في حاجته، وغدا إليه بعد المجالسة شاكرا له؛ حتى شهر بذلك.

قال الفنجديهيّ: هو القعقاع بن شور بن عمرو بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل الشيباني، وهو من الأجواد والأسخياء، يضرب به المثل في حسن المجالسة والمعاشرة وإتيان الجليس بالشيء النفيس.

قال أبو عبيد: وكان من جلساء معاوية، فأهدى إلى معاوية هدايا يوم المهرجان فيها جامات ذهب وفضة، فدفعها إلى جلسائه ودفع إلى القعقاع جام ذهب، وفي القوم أعرابيّ إلى جنب القعقاع، فدفع إليه لجام فأخذه الأعرابي ونهض ينشد: [الوافر]

وكنت جليس قعقاع بن شور ... ولا يشقى بقعقاع جليس (١)

ضحوك السن إن نطقوا بخير ... وعند الشرّ مطراق عبوس

[[مما قيل في البر في الجليس شعرا]]

ومما يستحسن في البر بالجليس قول صاعد اللغويّ: [مجزوء الوافر]

لي من سرّ بني العبا ... س خلّ وجليس

شهد المجد عليه ... أنه العلق النفيس

فإذا جالسته لم ... تدر من منّا الجليس

وقال كشاجم: [مجزوء الوافر]

جليس لي أخو ثقة ... كأنّ حديثه حبره (٢)

يسرك حسن ظاهره ... وتحمد منه مختبره

ويستر عيب صاحبه ... ويستر أنه ستره

وقال آخر: [مجزوء الوافر]

جليس لي له أدب ... رعاية مثله تجب

لو انتقدت خلائقه ... تبهرج عندها الذهب


(١) البيت الأول بلا نسبة في لسان العرب (قعع) وتاج العروس (شور)، (قعع)، ومجمع الأمثال ٢/ ٢٤١، والبيت الثاني بلا نسبة في تاج العروس (قعع)، وفيه «إن أمروا» بدل «إن نطقوا».
(٢) الأبيات في ديوان كشاجم ص ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>