للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرّحمن الرّحيم

المقامة الثامنة عشرة وتعرف بالسّنجاريّة

حكى الحارث بن همام قال: قفلت ذات مرّة من الشام، أنحو مدينة السلام، في ركب من بني نمير، ورفقة أولي خير ومير، ومعنا أبو زيد السّروجيّ: عقلة العجلان، وسلوة الثكلان، وأعجوبة الزمان، والمشار إليه بالبنان في البيان.

فصادف نزولنا سنجار، أن أولم بها أحد التجّار، فدعا إلى مأدبته الجفلى، من أهل الحضارة والفلا، حتّى سرت دعوته إلى القافلة، وجمع فيها بين الفريضة والنّافلة.

***

قفلت: رجعت من السفر.

***

[[الشام]]

الشأم، ويقال له: شام وشأم، ويذكّر ويؤنث، وينسب إليه شامي وشآم، على فعال. ويحكى عن سيبويه شآميّ، وإثبات الألف في النّسب يدلّ على إثباتها في أصل البناء.

وقيل: ألف يمان وشآم عوض من ياء النسب، قال طرفة: [الطويل]

* شآمية تروي الوجوه بليل*

وقال في الدّرّة المنسوب إليه على ثلاثة أوجه: شاميّ وهو القياس، وشآم بياء مخففة كالمنقوص، وشآميّ وهو شاذ لأنه يصير بمنزلة المنسوب إلى المنسوب، وكذلك جوّزت الثلاثة في المنسوب إلى اليمن.

وعلى الشاذّ منها قول العرجي: [السريع]

إنّي أتيحت لي يمانية ... إحدى بني الحارث من مذحج (١)


(١) البيت للعرجي في ديوانه ص ١٩، والأغاني ١/ ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>