للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال محمد بن هانئ رحمه الله تعالى: [الطويل]

فلا مهجة في الأرض منك منيعة ... ولو قطرت من ريق أرقط شجعم (١)

ولو أنها نيطت بمخلب طائر ... ولو أنها باتت على قرن أعصم

وقال أشجع السّلمي في الرشيد، حين بعث لإدريس بن عبد الله العلويّ من اغتاله بالمغرب: [الكامل]

أتظنّ يا إدريس أنك مفلت ... كيد الخلافة أو يقيك حذار

إن السيوف إذا انتضاها عزمه ... طالت وتقصر دونه الأعمار

هيهات ألّا أن تكون ببلدة ... لا يهتدى فيها إليك نهار

ولأبي العرب الصقلي: [الطويل]

كأنّ بلاد الله كفّك إن يسر ... بها هارب تجمع عليه الأناملا

فأين يفرّ المرء عنك بجرمه ... إذا كان يطوي في يديك المراحلا

قوله: تشيع، أي تتصل، يقال: شاع الخبر في الناس، أي اتصل بكل واحد، فاستوى علم الناس به، ويقال: سهم شائع ومشاع، إذا كان في جميع الدار فاتصل كل جزء منه بكلّ جزء منها، وأصله في الناقة، يقال: أوزعت الناقة ببولها إيزاعا، إذا فرّقته، فإذا أرسلته متصلا، قيل: أشاعت به. تحبط: تسقط وتبطل مكانتي: منزلتي. ضحكة:

يضحك الناس به وتسكين عينها للمفعول، وتحريكها للفاعل. أفوه: أنطق. اعتمد، أي قصد من الخداع. حلّا: مقيما. يتأول: يحتال ليمينه فيحملها في الباطن على غير ما أوقعها في الظاهر عليه، فيريد أنه ثبت له اليمين.

***

[قصّة السموأل]

السموأل، هو ابن عاديا، يضرب به المثل في الوفاء، وقصة وفائه أن امرأ القيس، لما ألحّ المنذر في طلبه لحق بعمرو بن جابر بن مازن يستجير به، فقال له: يا ابن حجر، إني أراك في خلل من قومك، وأنا أنفس بك، أفلا أدلك على رجل لم أر أحسن جوارا منه؟ فدلّه على السموأل بتيماء، ووصفله حسبه وحصنه، فقال: ومن لي به؟ فقال:

أصحبك من يوصلك إليه، فأصحبه الربيع بن ضبع- وكان الربيع يأتي السموأل ويمدحه فيحمله ويعطيه- فمشوا حتى قدموا على السموأل، فأنشدوه أشعارا فعرف حقّهم، وأنزل هندا بنت امرئ القيس في قبة من أدم، وأنزل القوم في مجلس له براح، فكان عنده ما شاء، ثم طلب أن يكتب له للحارث بن أبي شمر الغسانيّ بالشّام ليوصّله إلى قيصر،


(١) البيتان في ديوان ابن هانئ ص ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>