رماة والعرب لأنهم أصحاب رماح. والسّارح: راعي الإبل، والسابح: العائم في الماء.
آية: علامة. المدّ والجزر، أي زيادة البحر ونقصانه وهما الملء والحصر، ونهر البصرة يركض فيه البحر.
***
وأمّا أنتم فممّن لا يختلف في خصائصهم اثنان، ولا ينكرها ذو شنآن؛ دهماؤكم أطوع رعيّة لسلطان، وأشكرهم لإحسان، وزاهدكم أورع الخليقة، وأحسنهم طريقة على الحقيقة، وعالمكم علامة كلّ زمان، والحجّة البالغة في كلّ أوان، ومنكم من استنبط علم النّحو ووضعه، والّذي ابتدع ميزان الشّعر واخترعه، وما من فخر إلّا ولكم فيه اليد الطولى، والقدح المعلّى، ولا صبت إلّا وأنتم أحقّ به وأولى. ثمّ إنّكم أكثر أهل مصر مؤذّنين، وأحسنهم في النّسك قوانين، وبكم اقتدي في التّعريف، وعرف التّسحير في الشّهر الشّريف، ولكم إذا قرّت المضاجع، وهجع الهاجع، تذكار يوقظ النّائم، ويؤنس القائم، وما ابتسم ثغر فجر، ولا بزغ نوره في برد ولا حرّ، إلّا ولتأذينكم بالأسحار، دويّ كدويّ الرّيح في البحار. وبهذا صدع عنكم النّقل، وأخبر النبيّ عليه السلام من قبل، وبيّن أنّ دويّكم بالأسحار، كدويّ النّحل في القفار، فشرفا لكم ببشارة المصطفى وواها لمصركم وإن كان قد عفا، ولم يبق منه إلّا شفا.
***
خصائصهم: ما يختصون به من الفضائل، أراد أن البصرة اجتمعت فيها الأشياء المتنافرة والمتضادة الّتي لا تجتمع ببلد، فهي أجمع بلاد الله فائدة، قال ابن أبي عيينة في نحوه:[البسيط]
زر وادي القصر نعم القصر والوادي ... لا بدّ من زورة من غير ميعاد
زره فليس له شبه يقاربه ... من منزل حاضر إن شئت أو باد
ترى قراقره والعيس واقفة ... والضّبّ والنون والملّاح والحادي
[[البصرة]]
والبصرة اختطّها عتبة بن غزوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعتبة بدريّ مهاجريّ، بناها سنة أربع عشرة من الهجرة فمرّ بموضع منها فوجد الكذّان، وهي الحجارة الرّخوة فقال: هذه البصرة، انزلوها بسم الله، فسمّيت لذلك البصرة، واختطّت الكوفة سنة سبع عشرة من الهجرة في المحرّم، وكسرت البصرة في