للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتقدم والمتأخر على فضل براعته. الفضالة: البقية من الماء وغيره، وهي ما فضل عن الحاجة. واغترفها: أخذها بيده يسري بذلك المسرى: يقصد ذلك المقصد، وأصل يسري، يسير بالليل، دلالته: تقدمه وهدايته، وتفتح دالها وتكسر، والفتح أكثر. والدليل بالفلاة: الذي يهدي القوم قصدهم.

***

ولله درّ القائل: [الطويل]

فلو قبل مبكاها بكيت صبابة ... بسعدى شفيت النّفس قبل التّندّم

ولكن بكت قلبي فهيّج لي البكا ... بكاها، فقلت: الفضل للمتقدّم

مبكاها: بكاءها، صبابة: شوقا هيج: حرك والبيتان لعديّ بن الرقاع، وقبلها:

[الطويل]

ومما شجاني أنني كنت نائما ... أعلّل من فرط الكرى بالتنسّم

إلى أن دعت ورقاء في غصن أيكة ... تردّد مبكاها بحسن الترنم

فلو قبل مبكاها ...

[عديّ بن الرّقاع]

وعديّ هو أبو زيد بن مالك، ينتمي إلى معاوية بن الحارث، وينسب إلى الرقاع وهو جدّ جده. وكان شاعرا مقدما عند بني أمية، مدّاحا لهم، خاصا بالوليد بن عبد الملك، ومنزله بدمشق، وهو من حاضرة الشعراء لا من باديتهم، وكان من أوصف الناس للمطية، وكذا ذكره صاحب الأغاني في ترجمته وقال نوح بن جرير لأبيه: من أنسب الناس؟ قال: ابن الرقاع في قوله: [الكامل]

لولا الحيا وأن رأسي قد عسا ... فيه المشيب لزرت أمّ القاسم (١)

وكأنها بين النساء أعارها ... عينيه أحور من جآذر جاسم

وسنان أقصده النّعاس فرنّقت ... في عينة سنة وليس بنائم

***

أقرّ الحريري هنا للبديع بالفضل، وجعله سبّاقا للغايات، وما أحسن هذا الأدب منه، مع علمه بفضل مقاماته على مقامات البديع، ومن أدل دليل على ذلك أنه منذ ظهرت مقامات الحريري لم تستعمل مقامات البديع، ثم إنه طبق استعمالها آفاق الأرض،


(١) الأبيات في ديوان عدي بن الرقاع ص ٩٩، والأغاني ٣/ ٣٧٤، ٩/ ٣٠٤، ٣٠٧، وأمالي المرتضى ١/ ٥١١، ولسان العرب (جسم)، (عتا)، ومعجم البلدان (جاسم).

<<  <  ج: ص:  >  >>