للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: «عليّ به»، أي جئني به. مجدّا: مجتهدا في طلبه. لأيه: إبطائه. نأيه:

بعده. الحذر: الخوف. أوليته، بمعنى وليته وأعطيته. أولى: أحقّ، يريد أنه لو رجع إليه كان يصله في المرّة الثانية بما هو خير مما وصله به أوّل مرة. قوله: «صغو»، أي ميل.

فوت: ذهاب. التنبيه: الإعلام. غشيتني: غطتني. ولحقتني. أبان: طلّق. النّوار: بنت عم الفرزدق وزوجه. استبان: تبيّن.

وقال الشاعر: [الطويل]

لو أنّ صدور الأمر تبرز للفتى ... كأعقابه لم تلفه يتندّم (١)

[[الفرزدق وبعض أخباره]]

والفرزدق اسمه همام بن غالب بن صعصعة، دارميّ من أشراف تميم، والفرزدق لقّب به لجهومة وجهه وغلظه، والفرزدق: قطعة العجين، وقيل: الرغيف الضخم.

وخبره مع النوّار بنت أعين المجاشعيّ، أنه خطبها رجل من قريش أو من دارم، فبعثت إلى الفرزدق أن يكون وليّها إذا كان ابن عمها، فقال: إنّ بالشّام من هو أقرب إليك مني ولاء، وأنا حذر من أن يقدم منهم قادم، فينكر ذلك عليّ، فاشهدي أنك جعلت أمرك إليّ. فجعلت له أمرها أن يزوّجها ممن يرى، وأشهدت له بذلك، فقال لها:

أرسلي إلى القوم أزوّجك ممّن خطبك. فلما غصّ مسجد بني مجاشع ببني تميم جاء الفرزدق، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: قد علمتم أن النّوار ولّتني أمرها، وأشهدكم أنّي قد زوّجتها من نفسي، فنشزت عليه ونافرته من البصرة إلى عبد الله بن الزبير بمكّة حين أعياها أمراء البصرة، أن يطلقوها منه. وأعياها الشهود أن يشهدوا لها اتقاء من شرّه، فلم يقدر أحد على حملها، حتى تحمّلها قوم من بني عديّ، يقال لهم بنو نسير إلى مكة، فصحبتهم النّوار، فقال الفرزدق: [الطويل]

وقد سخطت منّي النّوار الذي ارتضى ... به قبلها الأزواج، خاب رحيلها (٢)

أطاعت بني أمّ النّسير فأصبحت ... على شارف ورقاء صعب ذلولها

وإن امرأ يسعى ليفسد زوجتي ... كساع إلى أسد الشّرى يستبيلها

ومن دون أبوال الأسود بسالة ... وبسطة أيد يمنع الضيم طولها

وإنّ أمير المؤمنين لعالم ... بتأويل ما وصّى العباد رسولها

ثم ارتحل في أثرها حتى وصلا مكة، فنزلت النّوار على بنت منظور بن زبّان زوجة


(١) البيت لابن السليماني في شرح ديوان الحماسة للتبريزي ٢/ ١٣٥، وللحماسي في تاج العروس (سند).
(٢) الأبيات في ديوان الفرزدق ص ٦٠٤، ٦٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>