احتسى: شرب الحسوة من اللبن بعد الحسوة. ارتغى: شرب الرّغوة، أي يؤاخذ بالقليل والكثير والظاهر والباطن. يناقش: يبحث عليه ويخرج ما عنده. أبلغ: أزيد.
يبغ، يدرك ويطلب.
[[الولاية والولاة]]
ونذكر هنا فصلا من الآداب يحتوي على الولاية والعزل والتشكّي من الولاة، حسبما تضمّن هذا الموضع في المقامة.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:«ستحرصون على الإمارة، وتكون حسرة وندامة فنعمت المرضعة، وبئست الفاطمة»(١).
أراد عمر رضي الله عنه أن يستعمل رجلا فبدر الرجل يطلب العمل فقال: قد كنّا أردنا لذلك، ولكن من طلب هذا العمل لم يعن عليه.
ولقي عمر رضي الله عنه أبا هريرة رضي الله عنه فقال: ألا تعمل؟ فقال: ما أريد العمل، قال: قد طلبه من هو خير منك، يوسف الصديق عليه السلام قال: اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ [يوسف: ٥٥].
قال المغيرة بن شعبة: أحبّ الإمرة لثلاث: لرفع الأولياء، ووضع الأعداء ولستر خاص الأشياء. وأكرهها لثلاث: لروعة البريد، وذلّ العزل وشماتة الأعداء.
وقال أمير لأعرابيّ: قل الحق وإلّا أوجعتك ضربا، قال: وأنت فاعمل به، فو الله لما وعدك الله على تركه أعظم مما توعّدتني به.
وذكر أهل السلطان عند أعرابيّ، فقال أما والله إن اعتزّوا في الدنيا بالجور لقد ذلوا في الآخرة بالعدل، ولقد رضوا بقليل، فإن عوضا من كثير باق، وإنما تزلّ القدم حيث لا ينفع الندم.
تظلم رجل للمأمون من عامل له، فقال له: يا أمير المؤمنين، ما ترك لنا فضة إلا فضّها، ولا ذهبا إلا ذهب به، ولا ماشية إلا مشى بها، ولا غلّة إلا غلّها، ولا ضيعة إلا أضاعها، ولا علقا إلا علقه، ولا عرضا إلا عرض له، ولا جليلا إلا أجلّه، ولا دقيقا إلا دقه. فعجب المأمون من فصاحته، وقضى حاجته.
قحطبة بن حميد: إني لواقف على رأس المأمون يوما، وقد جلس للمظالم فكان آخر من دخل عليه وتقدم إليه امرأة وقد همّ بالقيام، عليها أهبة السفر وثياب رثّة. فوقفت بين يديه، وقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فنظر المأمون إلى
(١) أخرجه البخاري في الأحكام باب ٧، والنسائي في البيعة باب ٣٩، والقضاة باب ٥، وأحمد في المسند ٢/ ٤٤٨، ٤٧٦.