بالعافية»، فإن أرادوا الاستواء في الشرّ قالوا: سواسية كأسنان الحمار، وقال كثيّر يهجو بني ضمرة: [الطويل]
فسائل بقومي كل أجرد سابح ... وسلّ غنما ربّي بضمرة أو سخلا (١)
سواء كأسنان الحمار فلا ترى ... لذى كبرة منهم على ناشئ فضلا
التئام: اجتماع واتّفاق. الأهواء: جمع هوى، وهو ما تحبّه وتميل إليه النفس، فأراد أنّ أغراضهم متّفقة. النّجاء: السير السريع. نرحل: نشدّ عليها الرّحل ونشخص بها. هوجاء: ناقة سريعة، كأنّ بها هوجا وهو الحمق، لسرعة مشيها. وردنا منهلا: أتينا ماءً ننزل عليه، والنّهل: المشرب الأوّل، والعلل الثاني؛ وذلك أنّ الإبل ترد الماء فتشرب منه، ثم تخرج ترعى ساعة وتستريح، وتسمّي تلك الاستراحة الرّعي التّمرئة، ثم ترد مرّة أخرى فتشرب الماء، فالشرب الأول نهل، والثاني علل. والمنهل: موضع النّهل. والورود: قصد الماء.
اختلسنا: استرقنا. اللبث: الإقامة، ومثله المكث، أي لا يستقرّون بموضع ينزلون فيه إلا قليلا. والرّكاب: الإبل؛ وإعمالها: استعمالها. فتيّة الشباب: صغيرة السن، وأراد أنها طويلة سوداء لا قمر فيها، لأن شعر الشباب أسود، ويريد أنها أول الشهر، فهي كالفتيّة، والليلة أوّل الشهر سوداء. غدافيّة: منسوبة إلى الغداف، وهو الغراب لسواده، والإهاب: الجلد، وأراد لونها أسرينا: مشينا بالليل، ويقال: سرى وأسرى. نضا الليل شبابه، أي أزال ظلامه، ونضا ثوبه: جرّده عنه، ومثله: سلت خضابه، وأراد أن الصبح بيّض الظلام بضوئه، وسلت الشيء سلتا؛ أزاله عمّا علق به، والمرأة خضابهاكذلك، وسيأتي ذكر الصبح آخر المقامة.
[[مما قيل في سواد الليل]]
وينظر في سراه مع صحبه في سواد الليل إلى قول ابن شهاب: [الخفيف]
وفتوّ أسروا وقد عكف اللّي ... ل وأقعى مغدودف الأطناب
وكأنّ النجوم لمّا هدتهم ... أشرقت كالعيون من أهداب
يتفرّون جوز كلّ فلاة ... جنح ليل جوزاؤه من ركاب
عنّ ذكرى لمدحهم فتناهوا ... من حديثي في عرض أمر حجاب
همّة في السّماء تسحب ذيلا ... من ذيول العلا وجدّ الرّكاب
ومما جاء في سرى الليل قول عبد الصّمد بن المعذّل، وهو من حسن الاستعارة:
[المتقارب]
(١) البيتان في ديوان كثير عزّة ص ٣٨٤، والبيت الثاني في لسان العرب (سوا).