للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول وجنح الدّجى ملبد ... وللّيل في كلّ فجّ يد

ونحن ضجيعان في مسجد ... فلله ما ضمن المسجد!

فيا ليلة الوصل لا تبعدى ... كما ليلة الهجر لا تبعد

ويا غد إن كنت لي راحما ... فلا تدن من ليلتي يا غد

وقال ابن المعتزّ: [مخلع البسيط]

يا ربّ ليل حالك الجلباب ... ملتحف خافيتي غراب

وما أحسن قول ابن شهيد في وصف الليل: [الطويل]

وبتنا نراعي اللّيل لم نطو برده ... ولم يجن شيب الصبح من فرعه وخطا

تراه كملك الزّنج من فرط كبره ... إذا رام شيئا في تأخّره أبطأ

مطلا على الآفاق والبدر تاجه ... وقد علّق الجوزاء في أذنه قرطا

وقال حبيب: [الطويل]

إليك هتكنا جنح ليل كأنّه ... قد اكتحلت منه البلاد بإثمد (١)

وقال ذو الرّمة: [الكامل]

ودويّة مثل السماء اعتسفتها ... وقد صبغ الليل الحصى بسواد (٢)

وقال أيضا [الطويل]

وليل كجلباب العروس ادّرعته ... بأربعة والشخص في العين واحد (٣)

أحمّ غدافيّ، وأبيض صارم ... وأعيس مهريّ، وأروع ماجد

وقال البحتريّ: [الخفيف]

يا خليليّ بالهواجر من مع ... ن بن عوف وبحتر بن عتود (٤)

اطلبا ثالثا سواي، فإنّي ... رابع العيس والدّجى والبيد


(١) البيت في ديوان أبي تمام ص ١٠٣.
(٢) البيت في ديوان ذي الرمة ص ٦٨٥، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٨٢، وهو بلا نسبة في شرح شذور الذهب ص ٤١٥.
(٣) يروى صدر البيت الأول:
وليل كأثناء الرّويزيّ جبته
والبيتان لذي الرمة في ديوانه ص ١١٠٨، وأساس البلاغة (روز)، وتاج العروس (روز)، والحيوان ٣/ ٢٥٠، ولسان العرب (روز).
(٤) البيتان في ديوان البحتري ص ٦٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>