ابن أنسهم، أي الذي يأنسون به. عند الولاية والعزل: أي زمن العمل والعطل.
خازن: كاتم وحابس.
***
فاتّفق أن ندبوا في بعض الأوقات، لاستقراء مزارع الرّزداقات، فاختاروا من الجواري المنشآت، جارية حالكة الشّيات، تحسبها جارية وهي تمرّ مرّ السّحاب، وتنساب في الحباب كالحباب. ثمّ دعوني إلى المرافقة، فلبّيت بلسان الموافقة.
***
ندبوا، أي دعوا. استقراء، أن تتبّع. الرزداقات: العمالات والأنظار، وأراد أنهم خرجوا عمالا على الزرع، وكل موضع أو قرية انفصل عن المدينة بعمله فهو رزداق ورستاق ومخلاف وكورة، فالرزداق بخراسان وهو فارسيّ عربيّ، والمخلاف لليمن، والكورة لغيرهما من الأرضين.
الجواري: السفن. المنشآت: المصنوعات. حالكة الشيات: مسودّة اللون، والشية في الفرس لون يخالف لونه كالغرّة والتحجيل وغير ذلك، فأراد أن موضع البياض في غير السفينة هو منها أسود فهي كلها سوداء جامدة: ساكنة.
[[وصف السفن]]
وركب السّلاميّ دجلة في زورق، ولم يكن رأى دجلة قبل ذلك فقال: [الوافر]
وميدان تجول به خيول ... تقود الدّراعين ولا تقاد
ركبت به إلى اللذات طرفا ... له جسم وليس له فؤاد
جرى فحسبت أن الأرض وجه ... ودجلة ناظر وهو السّواد
وقال القاضي التنوخيّ يصف دجلة في الظلام: والقمر يلمع عليها، وينتظم في سلك أبيات السّلاميّ رحمه الله تعالى: [الكامل]
أحسن بدجلة والدّجى متصوّب ... والبدر في أفق السماء مغرّب
فكأنها فيه بساط أزرق ... وكأنه فيها طراز مذهب
وقال منصور بن كيغلغ: [الكامل]
كم ليلة سامرت فيها بدرها ... من فوق دجلة قبل أن يتغيّبا
والبدر يجنح للأفول كأنه ... قد سلّ فروق سيفا مذهبا
وتسميته للسفينة جارية، لجريانها على الماء، قال تعالى في السفن العظام: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ [الشورى: ٣٢].