للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولبعضهم: [الكامل]

يا من تأهّب مزمعا لرواح ... متيمّما بغداد غير ملاح

في بطن جارية كفتك بسيرها ... رقلان كل شناحة وشناح

فكأنها والماء ينطح صدرها ... والخيزرانة في يد الملّاح

جون من العقبان يبتدر الدّجى ... يهوى بصوت واصطفاق جناح

الشّناح: الجمل التامّ الخلق.

وقال عبد الجليل بن وهبون يصف الأسطول: [الكامل]

يا حسنها يوما شهدت زفافها ... بنت الفضاء إلى الخليج الأزرق

من كلّ لابسة الشباب ملاءة ... حسب اقتدار الصّانع المتأنّق

ومجاذف تحكي أراقم ربوة ... نزلت لتكرع في غدير متأق

والماء في شكل الهواء فلا ترى ... في شكلها إلّا جوارح تلتقي

ولابن حريق: [الكامل]

وكأنما سكن الأراقم جوفها ... من عهد نوح صاحب الطوفان

فإذا رأين الماء يطفح نضنضت ... من كلّ خرق حيّة بلسان

***

قوله: ينساب، أي تمشي بسلاسة. الحباب: طرائق الماء. والحباب، بالضم:

الحيّة. وتشبيهه المشي السهل بحباب الماء أفشى وأعرف من تشبيهه بمشي الحية، وتشبيهه بمشي الحية قد استعمل، وهو متمكن في المعنى، وبه وقع التشبيه هنا في المقامة، وقال امرؤ القيس في تشبيهه بحباب الماء: [الطويل]

سموت إليها بعد ما نام أهلها ... سموّ حباب الماء حالا على حال (١)

وقال ابن الروميّ: [البسيط]

فصغت ذلك من قولي إلى قمر ... يلهو بمكتحل طورا ومختضب

جرت تدافع من وشي لها حسن ... تدافع الماء في وشني من الحبب

وقال عمر بن أبي ربيعة في مشي الحية: [الطويل]

فلمّا فقدت الصوت منهم وأطفئت ... مصابيح شبّت بالعشاء وأنور (٢)


(١) البيت لامرئ القيس في ديوانه ص ٣١، وتاج العروس (حبب)، وبلا نسبة في لسان العرب (حبب)، وتهذيب اللغة ٤/ ١٠.
(٢) الأبيات في ديوان عمر بن أبي ربيعة ص ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>