للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو العيناء: أجمع علماء الشعر أن أحسن تقسيم أتى به متقدم قول عمر بن أبي ربيعة: [الطويل]

تهيم إلى نعم فلا الشّمل جامع ... ولا الحبل موصول ولا أنت تصبر (١)

ولا قرب نعم إن دنت لك نافع ... ولا بعدها يسلي ولا أنت مقصر

المبرد: لم أسمع أحسن من تقسيم لقيس بن ذريح، وهو:

وقد كان فيها للأمانة موضع ... وللكفّ مرتاد وللعين منظر (٢)

وقد تقدم في شرح الثانية بيت المتنبي في التقسيم وهو: بدت قمرا ... البيت.

ونسج على منواله الزاهر فقال: [الطويل]

سفرن بدورا وانتقبن أهلّة ... ومسن غصونا والتفتن جآذرا

وأطلعن في الأجياد بالدر أنجما ... جعلن لحبّات القلوب ضرائرا

وقال الناشي: [الطويل]

رأيت على أكوارنا كلّ ماجد ... يرى كلّ ما يفنى من المال مغنما

ندوّم أسيافا ونعلو قواضبا ... وننقضّ عقبانا ونطلع أنجما

وقال السّلاميّ: [البسيط]

ما ضنّ عنك بموجود ولا بخلا ... أعزّ ما عنده النفس التي بذلا

يحكي المطايا حنينا والهجير جوى ... والمزن دمعا وأطلال الديار بلى

والتقسيم في الشعر كثير.

[التسهيم]

قال عليّ بن هارون: هذا لقب نحن اخترعناه، وصفة الشعر المسهّم أن يسبق المستمع إلى قوافيه قبل أن ينتهي إليها راويه، حتى لو سمع الشطر الأوّل استخرج الآخر قبل أن يسمعه، وأحسن ما قيل في ذلك قول جندب أخت عمرو ذي الكلب ترثي أخاها: [المتقارب]

فأقسمت يا عمرو لو نبّهاك ... إذا نبها منك داء عضالا (٣)

إذا نبّها ليث عرّيسة ... مفيتا مفيدا نفوسا ومالا

وخرق تجاوزت مجهولة ... بوجناء حرف تشكّى الكلالا

فكنت النهار به شمسهم ... وكنت دجى اللّيل فيه الهلالا


(١) البيتان في ديوان عمر بن أبي ربيعة ص ٩٢.
(٢) البيت في ديوان قيس بن ذريح ص ٨٧، وفيه «وللقلب» بدل «وللكف».
(٣) الأبيات في كتاب الصناعتين ص ١٤٢، وأمالي المرتضى ٢/ ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>