وفرثت الكرش: أخرجت ما فيها من الزبل. ضابث: قابض عليه. السرح:
لمواشي تغدو راعية في المسرح وتروح منه. عائث: مفسد آكل لها.
***
[[سام وحام ويافث]]
وسام وحام ويافث، أولاد نوح عليه الصلاة والسلام، وفيهم نزلت: وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ [الصافات: ٧٧] وبذلك جاءت الأخبار، وهم لأمّ واحدة. وأصاب حام امرأته في السفينة. فدعا نوح عليه السلام أن يغيّر الله نطقته، فجاءت بالسودان.
وذكر أهل التوراة أنّ نوحا عليه السلام شرب وانتشى وتعرّى، فأبصر حام عورته، فاطّلع عليه أخواه، فأخذا رداءه فألقياه على عواتقهما، ومشيا على أعقابهما، فوارياه، فعلم نوح عليه السلام بذلك، فقال: ملعون كنعان بن حام، عبد العبيد يكون لأخويه، ومبارك سام، ويكثر الله يافث.
وفي تفسير النّقاش أن نوحا لما أهبط من السفينة، نام فبدت عورته فنظر إليها حام فضحك، ولم يغيّر عليه يافث ونظر ذلك سام، فزجره وغطّى عورة أبيه، فلما استيقظ أخبره، فدعا نوح ابنه حاما فقال: يا بنيّ غيّر الله ماء صلبك، فلا تلد إلا السودان. وقال ليافث: جعل الله ذريتك عبيدا لأولاد سام، وقال لسام: جعل الله منك الأنبياء والصالحين والملوك. فكان سام القيّم بعد أبيه في الأرض، ونزل وسطها، نزل الحرم إلى اليمن إلى الشام. ومن ولده الأنبياء كلهم عربيها وعجميها. ومن ولده عاد وثمود وطسم وجديس والعماليق ويعرب وجرهم، وهم العرب العاربة، لأنالعربيّة لسانهم التي جبلوا عليها، ويقولون لبني إسماعيل العرب المتعرّبة، لأنهم إنما تكلموا بها حين سكنوا بين أظهرهم، ومن العماليق الجبابرة بالشأم والفراعنة بمصر.
سعيد بن المسيّب: سام ولده العرب وفارس والروم وفي كلّ خير، وأما يافث فمن ولده الصقالبة وبرجان والأسبان والترك والخزر ويأجوج ومأجوج.
ابن المسيب: وليس في واحد من هؤلاء خير وأما حام فمن ولده السند والهند وأجناس السودان كلّها مثل كوش والزّبح والزغاوة والحبشة والزطّ والقبط بن كنعان بن حام، والخلاف كثير.
***
قال الحارث بن همام: فقلت له: تالله إنك لأبو زيد، ولقد قمت لله ولا عمرو بن عبيد. فهشّ هشاشة الكريم إذا أمّ، وقال: اسمع يا ابن أمّ؛ ثم أنشأ يقول:[السريع]
عليك بالصّدق ولو أنّه ... أحرقك الصّدق بنار الوعيد