للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّي على ما قد علمت مجسّد ... أنمى على البغضاء والشنآن

فإذا تزول تزول عن متخمّط ... تخشى بوادره على الأقران

إني إذا خفي اللئيم وجدتني ... كالشّمس لا تخفى بكلّ مكان

***

قوله: يا ويلة أبيك. الويلة: الفضيحة. والويل: الحزن. والعولة: البكاء الشديد، وأعول يعول إعوالا، إذا رفع صوته وصاح. أهليك: جمع أهل يكشط: يحلق شعره.

هب، أي احسب. وذكر في الدرة أن خواصّ العراق يقولون: هب أني فعلت، وهبه فعل، كقول أبي دهبل: [الطويل]

هبوني امرأ منكم أضل بعيره ... له ذمّة إنّ الذمام كبير (١)

قال: وهبني، أي عدّني واحسبني، فكأنّ فيه معنى الأمر من وهب انتهى ما قاله في الدرة.

وقال هنا: وهب أن لك ... البيت، وبيت القبيلة: أشرف فخذ فيها أناف:

أشرف.

[[عبد مناف بن قصي]]

عبد مناف بن قصيّ، هو بيت قريش وشريفها، وهو جدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه المغيرة، وكان يقال لعبد مناف: القمر لجماله وبهائه ورفعه منزلته، وسمّي عبد مناف لأنه شرف وعلا، وأناف على أشراف العرب، وكانت الرّكاب تضرب إليه من أطراف الأرض يتحفونه تحف الملوك، فيكرمهم، وكان عنده لواء نزار، وقوس إسماعيل، وسقاية الحاج والمفاتيح ولما قسم والده المجد بين أولاده جعل السّقاية والرّئاسة لعبد مناف، والدّار لعبد الدار، والرفادة لعبد العزّى، وجانبي الوادي لعبد بن قصيّ قال الشاعر: [الكامل]

كانت قريش بيضة فتفلّقت ... فالمحّ خالصه لعبد مناف (٢)

ولما مات قصيّ رأس ابنه عبد مناف، وجلّ قدره، فأتته خزاعة وبنو الحارث بن كنانة يسألونه الحلف ليعزّوا به، فعقد معهم.


(١) البيت لعروة بن أذينة في تخليص الشواهد ص ٤٤٢، ولأبي دهبل الجمحي في ديوانه ص ٧٧، والأغاني ٧/ ١٤٠.
(٢) البيت لعبد الله بن الزبعرى في ديوانه ص ٥٣، ولسان العرب (محح)، والتنبيه والإيضاح ١/ ٢٦٧، وتهذيب اللغة ٤/ ٢١، وتاج العروس (محح)، (نوف)، وبلا نسبة في ديوان الأدب ٣/ ١٨، وكتاب العين ٣/ ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>