للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الحريريّ: [البسيط]

* وساقطت لؤلؤا من خاتم عطر*

ويشبّه به الدمع، كقول الوأواء: «فأمطرت لؤلؤا»، وهو كثير.

ومن أحسنه قول الشاعر: [الطويل]

ولمّا وقفنا للوداع ودمعها ... ودمعي يثيران الصّبابة والوجدا

بكت لؤلؤا رطبا ففاضت مدامعي ... عقيقا، وصار الكلّ في نحرها عقدا

وقال ابن عبد ربه: [الكامل]

وكأنما غاص الأسى بجفونها ... حتى أتاك بلؤلؤ منثور

فأخذه الرمادي فحسّنه فقال: [الطويل]

ولم أر أحلى من تبسّم أعين ... غداة اللّوى عن لؤلؤ كان كامنا

قال: فوقعت استعارة التبسّم للعين موقعا لطيفا، وإنما هو للثغر بسبب توسط اللؤلؤ. والحذّاق يتحيّلون في أخذ المعاني بترك القافية والوزن، كقول ابن شهيد:

[الطويل]

ولمّا فشا من دمعنا بعض سرّنا ... إلى كاشحينا والقلوب كواتم

أمرنا بإمساك الدّموع جفوننا ... ليشجي بما يطوي عذول ولائم

أبى دمعنا يجري مخافة شامت ... فنظّمه بين المحاجر ناظم

وراق الهوى منّا عيون كريمة ... تلمّحن حتى ما تروق المباسم

[[ما قيل في الامتحان]]

وقال ابن شهيد في الامتحان فأحسن: [الطويل]

ونبّئت أقواما تجيش صدورهم ... عليّ وأنّي منهم فارغ الصّدر

أصاخوا إلى قولي فأسمعت صمّهم ... وغاصوا على سرّي فأعياهم أمري

فقال فريق: ليس ذا الشعر شعره ... وقال فريق ليمن الله ما ندري

فمن شاء فليخبر فإنّي لحاضر ... ولا شيء أجلى للشّكوك من الخبر

وينظر في هذا الامتحان ونسبة شعره فيه إلى الانتحال، إلى قصة أبي بكر بن بقيّ حين استهدى بعض إخوانه أقلاما، فبعث إليه بثلاث من القصب، وكتب معها: [البسيط]

خذها إليك أبا بكر العلا قصبا ... كأنّما صاغها الصّوّاغ من ورقه

يزهى بها الطّرس حسنا ما نثرت به ... مسك المداد على الكافور من ورقه

<<  <  ج: ص:  >  >>