للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: ملتحمة، أي منضمة ملتصقة. ذا حلقة: يريد واعظا قد حلّقه الناس والنّظّارة: النّاظرون إليه. جاش: تنفّس. مكين: شديد. مبين: مفصح. أيّ مسكين:

ترحّم عليه لكثرة مسكنته وتعجّب منه. ركن: سكن ولجأ. ركين شديد: قويّ يركن إليه، ورجل ركين، أي وقور بيّن الركانة، والركين: الثابت. مكين: عزيز له مكانة، أي منزلة رفيعة. ذبح من حبّها بغير سكين: إشارة لعذابه فيها ومحنته، لأنّ السّكين تذبح المذبوح من ساعته، ومن يذبح بحجر أو عود أو غير ذلك، فهو في تعذيب.

أبو موسى: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحبّ دنياه أضرّ بآخرته، ومن أحبّ آخرته أضر بدنياه، فآثر ما يبقى على ما يفنى» (١).

وقال سفيان بن عيينة: ويلكم يا علماء السوء، لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب فيمرّ ويمسك النّخالة، فكذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم، ويبقى الغلّ في صدوركم، ويحكم! إنّ الذي يخوض النّهر لا بدّ أن يصيب ثوبه الماء وإن جهد ألّا يصيبه، كذلك من يحبّ الدنيا لا ينجو من الخطايا.

يكلف، أي يولع بها ويشتدّ حبّه فيها. غباوته: جهله. يكلب: يشتدّ حرصه، وكلب على الشيء: ألحّ في طلبه، وأصله من الكلب وهو السعر في الكلاب. يعتدّ:

يستعدّ. مرج: خلط، وقيل: أرسلهما وخلّاهما كما تسرح الدابة في مرعاها. والقمرين:

الشمس والقمر، غلّب لفظ القمر لخفّته بالتذكير وإن كانت الشمس أنور، وهي أصل لنور القمر، ولهذا قال المتنبي: [الوافر]

وما التّأنيث لاسم الشمس عيب ... ولا التّذكير فخر للهلال (٢)

أراد أنّ الشمس أنور وأضوأ، فما يضرّها تأنيث اسمها، وما ينفع الهلال تذكير اسمه، وهو ناقص عنها، فلخفّة لفظ القمر غلّب، كما قالوا: العمران لأبي بكر وعمر، وأبو بكر أفضل من عمر باتّفاق من أهل السنّة، فغلّب لفظ عمر لخفّنه بإفراده وقلة حروفه.

[[القمر ومما قيل منه]]

ومما يحسن موقعه مع قوله: ونوّر القمرين؛ أنّ أعرابيّا أضلّ الطريق فمات جزعا، وأيقن بالهلاك، فلما طلع القمر اهتدى، ووجد الطريق، فرفع إليه رأسه ليشكره، فقال له: والله ما أدري ما أقول لك، ولا ما أقول فيك! أقول: رفعك الله، فالله قد رفعك، أم أقول: نوّرك الله، فالله قد نوّرك، أم أقول: حسّنك الله، فالله قد حسّنك، ولكن ما بقي إلّا الدعاء أن ينسئ الله في أجلك، وأن يجعلني من السوء فداءك.


(١) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٤١٢.
(٢) البيت في ديوان المتنبي ٣/ ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>