أو كهف يستتر فيه. القهقرة: الرجوع إلى خلف. ضلّة: ضلاله. المسعى: المشي بعجلة، أراد أنّ مشيه كان لغير فائدة. إمحال: يبوسة وجفوف. فوري: حيني من قبل أن أسكن. الغصص: جمع غصّة، وهي ما يختنق بها، وتجرّعها صعب. أرائك. سرر مزيّنة. طنافس: بسط. ونمارق: مخادّ. سجوف: ستور. مرصوفة: مضمومة ملتصقة، وجعل البيت بهذه الأمتعة الكثيرة لأنه بيت عرس، فهي تستعدّ له، وإن كان قد رأى في دهليزه مرقّعات تدلّ على فقر، فإن الغرباء في البلاد يعلّقون مرقّعاتهم في دهليز الفندق، وبيته في غاية الرفاهية، والدار المذكورة، إنما كانت فندقا للفقراء الغرباء والمكدين.
والجالس في دهاليزها: خادم الفندق، وحين سأله عنها أخبره أنها ليس لها ربّ معيّن، إنما هي دار المكدين والمحارفين. وقيل لأحد المكدين: أتبيع مرقّعتك؟ فقال: هل رأيت صائدا يبيع شبكته!
المملك: العروس. يميس: يتبختر ويتبهنس، مثله في المعنى. حفدته: خدمه وأتباعه. ويقال: حفد العبد يحفد حفدا، إذا خدم. وفي الدعاء:«وإليك نسعى ونحفد»، أي نخدمك ونعمل لك، وقال الشاعر:[الكامل]
أبو عبيدة، يقال: حفد يحفد، وأحفد يحفد، وفسّر طاوس قوله تعالى: بَنِينَ وَحَفَدَةً [النحل: ٧٢]، أي خدما، فهو مطابق للغة، وفسّره ابن مسعود رضي الله عنه بالأختان، وهو مطابق لما في المقامة، لأن المكدين لا خدم لهم. وقال الفراء رحمه الله: الحفدة: جمع حافد، ككامل وكملة.
[[المنذر ابن ماء السماء]]
ابن السماء، الجوهريّ: ماء السماء لقب عامر بن حارثة الأزدي أبو عمرو مزيقياء، الذي خرج من اليمن لما أحسّ بسيل العرم، وسمّي ماء السماء، لأنه كان إذا أجدب قومه ما نهم، أي كفاهم مئونتهم، حتى يأتيهم الخصب، فكأنه خلف من ماء السماء. وقيل لولده: بنو ماء السماء، وهم ملوك الشأم، والعرب تسمّي أيضا بني ماء السماء، لأنّهم يعيشون بماء السماء، قال الأزهريّ رحمه الله: السّماوة ماء بالبادية، وكان اسم أمّ المنذر ماء السماء، فسمّته العرب ابن ماء السماء.
وهو المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عديّ، وأمه ماء السماء، وهي امرأة من النّمر بن قاسط، سمّيت بذلك لجمالها. ولما ملك كسرى الذي اسمه قباذ بن فيروز، خرج في أيامه رجل يقال له مزدك، فدعا الناس إلى الزندقة وإباحة الحرم، وألّا يمنع أحد
(١) البيت للفرزدق في زيادات الطبعة الأولى من جمهرة اللغة ص ٥٠٤، الهامش، وليس في ديوانه، ولجميل بثينة في ملحق ديوانه ص ٢٤٦، وبلا نسبة في لسان العرب (حفد)، وكتاب العين ٣/ ١٨٥.