للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقامة السّادسة عشرة وتعرف بالمغربيّة

حكى الحارث بن همّام، قال: شهدت صلاة المغرب، في بعض مساجد المغرب، فلمّا أدّيتها بفضلها، وشفعتها بنفلها، أخذ طرفي رفقة قد انتبذوا ناحية، وامتازوا صفوة صافية، وهم يتعاطون كأس المنافثة، ويقتدحون زناد المباحثة، فرغبت في محادثتهم، لكلمة تستفاد، أو أدب يستزاد، فسعيت إليهم، سعي المتطفّل عليهم.

***

أدّيتها: تمّمتها، شفعتها: زوجتها، يريد أنّه صلّى الفريصة، ثم صلّى النافلة بفضلها، يريد أنّه صلّاها في الجماعة، وهي أفضل من صلاة الفذّ. انتبذوا: انفردوا، وصاروا إلى جهة وزاوية من المسجد. وامتازوا: انفصلوا. صفوة: خيارا. يتعاطون:

يعطي بعضهم بعضا. المنافثة: المحادثة. يقتدحون، أي يضربونها ويستخرجون نارها.

المباحثة: المناظرة في العلم.

***

[في معنى التطفّل]

المتطفّل: الآتي إلى الطعام من غير أن يدعى، وهو الوارش (١) عند العرب.

وتطفّل: تشبّه بطفيل العرائس، وهو طفيل بن دلال الدارميّ، يسمّى طفيل الأعراس، وطفيل العرائس، لكثرة دورانه على حضورها، ومشاهدته لها، والأكل منها، من غير أن يدعى إليه، واسمه مشتقّ من الطّفل، وهو إقبال الليل على النهار.

أبو عمرو: الطّفل: الظّلمة.

ابن الأعرابيّ: ويقال للطّفيلي اللّعموظ، والجمع اللعاميظ.

وطفيل من بني عبد الله بن غطفان، كان يأتي الأعراس ولم يدع. ومسكنه بالكوفة، وكان يقول: وددت أن الكوفة بركة مصهرجة، فلا يخفى عليّ فيها دخان، فنسب إليه كل


(١) الوارش: هو الواغل.

<<  <  ج: ص:  >  >>