للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انحسار الشعر من النّزعتين، وفعله جلح الرجل واجلخّ، كاسودّ. والطّلع: قد تقدّم في الثانية، وإذا علته خضرة سمّي بلحا. والبهار: نرجس المغرب، وهو أصفر، والورد أحمر، فدعا له بعلّة تذهب جمال وجهه وتصفّر حمرة خده. والبخار: كالبخر: النّتن.

والمسكة: أطيب العطر، فدعا له بتغير الرائحة. وتقدّم أن أطيب الطيب أنفاس عبقة من كبد سليمة.، وتقدّم في الثانية معنى قوله: «ووردتي بالبهار» منظوما، وقال الصابي في أبخر: [الكامل]

نطق ابن نصر فاستطارت جيفة ... في العالمين لنتن فيه الفاسد

فكأنّ أهل الأرض كلّهم فسوا ... متواطئين على اتّفاق واحد

وقالت جنان في أبي نواس: [الخفيف]

فإذا ما أردت أن تحمد اللّ ... هـ على ما أعطى وأولاك شكرا

فليكن ذاك بالضمير فمن سبّ ... ح بالفسو نال إثما ووزرا

وقال آخر: [السريع]

أهدى زريق قطّه لقمة ... قد لاكها في فمه الأبخر

فبادر القطّ إلى دفنها ... يحسبها من بعض ما قد خرى

قوله: «وبدري بالمحاق»، المحاق: أن ينمحق ضوء القمر فلا يبقى منه شيء.

واحتراق الفضة: اسودادها. وشعاعي بالظلام، أي صباحة وجهه ووضاءته بسواد اللحية، أي عاجلني لله بالالتحاء، ويريد بهذا كلّه أن يكسو بياض وجهه سواد الشعر، فيكسد ولا يلتفت إليه.

وقال ابن المعتزّ في مثل هذا الدعاء: [البسيط]

يا ربّ إن لم يكن في وصله طمع ... وليس لي فرج من طول هجرته

فاشف السّقام الّذي في طرف مقلته ... واستر ملاحة خدّيه بلحيته

ونقل لفظ احتراق الفضة من قول أبي الحسين الثّغريّ، وهو من شعراء اليتيمة:

[الرمل]

لي حبيب يزهى بحسن عجيب ... وبقدّ مثل القضيب الرطيب

أحدقت بالسواد فضة خدّي ... هـ، فقد أحرقت سواد القلوب

[[مما قيل في العذار وفي الالتحاء]]

ونذكر هنا ما يليق بهذا الموضع مما قيل في العذار وفي الالتحاء مما مدح به وذمّ، قال ابن عبد ربه: [الكامل]

<<  <  ج: ص:  >  >>