للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله مقبلا عليه، وقد كنت مقبلة على الله عزّ وجلّ، ولست أشكّ في إقباله عليّ، فأيما أحبّ إليك أن أكون مقبلة على الله ويكون مقبلا عليّ، أو أقبل على هذا؟ ثم قالت: الله أكبر.

وقال لها رجل: إني أحبك في الله، فقالت: فلا تعصي الذي أحببتني له وأنشدت:

[الوافر]

أتضمن يا فتى ترك المعاصي ... وأرهنه الكفالة بالخلاص

أطاع الله قوم فاستراحوا ... ولم يتجرّعوا غصص المعاصي

***

[[خندف]]

وأما خندف، فهي ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وهي امرأة إلياس ابن مضر، ولدت منه عمرا وهو مدركة، وعامرا وهو طابخة، وعميرا وهو قمعة، فندّت لهم إبل، فخرجوا في طلبها فأدركها عمرو، فسمّي مدركة، واقتنص عامر أرنبا فطبخها، فسمّي طابخة، وانقمع عمير في بيته فسمّي قمعة، فلما أبطئوا عليها خرجت في إثرهم، فقالت: ما زلت أخندف في إثركم؟ فلقّبت خندف، والخندفة بالهرولة، وهي أمّ عرب الحجاز، وجميع ولد إلياس من خندف، ولخندف ينسبون، وجميع ولد مضر من إلياس وخندف، فمن مدركة كنانة وأسد ابنا خزيمة، ومن طابخة ضبّة بن طابخة، ومزينة والرّباب، وهم عديّ وتميم بن مرّ بن أد بن طابخة، وثور وعكل بن مدركة، وقريش وهو في كنانة.

ومنها سيد ولد آدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى ما في كنانة من الشجعان المشاهير في الجاهلية.

ومن طابخة تميم، وهي أكبر قبيلة في العرب وأشجعها، وهي عدد لا يحصى، وعزّ لا يدرك.

وقال المنذر بن ماء السماء ذات يوم وعنده وفود قبائل العرب ودعا ببردين فقال:

ليلبس هذين البردين أكرم العرب وأشرفهم حسبا وأعزّهم قبيلة، فأحجم الناس، فقام الأحمر بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، فلبس أحدهما وارتدى الآخر، فقال له المنذر: ما حجتك فيما ادعيت؟ قال: الشرف من نزار في مضر، ثم في تميم، ثم في سعد، ثم في بهدلة، قال: هذا أنت في أصلك، فكيف أنت في عشيرتك؟ قال: أنا أبو عشرة وعم عشرة وخال عشرة قال: هذا أنت في عشيرتك، فكيف أنت في نفسك؟ فقال: شاهد العين شاهدي، ثم قام فوضع قدمه في الأرض، وقال: من أزالها فله مائة من الإبل، فلم يقم إليه أحد، وفي ذلك يقول الفرزدق: [الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>