للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرج صدره، إذا ضاق. عيل: غلب، وعالني الأمر يعولني عولا: غلبني. وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه: «وإن خفتم عائلة» أي خصلة تعولكم وتغلبكم. تعلّة: ما تبديه من العلل في اعتذارك لمن يتقاضاك، وفي غد أزجر غراب البين، أي التفاؤل به لفراقك، وإنّما ينسبون الفراق للغراب، لأنهم إذا ارتحلوا عن موضع اجتمعت الغربان فيه يلتقطن ما تركوا من بقايا طعامهم وزبل دوابهم، وإذا أخذوا في هدم البيوت للرحيل وأبصرهم الغراب صاح رغبة فيما يلتقط، فيقولون عند ذلك: نعق غراب البين، فصاروا يتشاءمون به، وزجر الطير يذكر في الثامنة والثلاثين. قال المعرّي في صدق التفاؤل بالغراب: [الطويل]

نبيّ من الغربان ليس على شرع ... يخبّرنا أن الشّعوب على صدع

أصدّقه في مرية وقد امترت ... صحابة موسى بعد آياته التسع

كأنّ بفيه كاهنا أو منجّما ... يخبّرنا عما لقينا من الفجع

وما كان أفعى أهل نجران مثله ... ولا كان للإنس الفضيلة في السّمع

أتى وهو طيّار الجناح وإن مشى ... أشاح بما أعيا سطيحا من السّجع

قوله: أخلفك، أكذب وعدك. أرجأت: أخّرت. لألبّثك: لأثبطك وأجعلك تقيم معي. استربت: تشكّكت، وداخلتك الريبة. أغراك: حرّضك وألصقك. أصخ: أسمع:

قصص: خير وحديث. سيرتي: عادتي. أضفها: ضمّها. وأخبار الفرج بعد الشدة أن ينزل بالإنسان شدّة فيشرف منها على الهلاك ثم ينزل الله تعالى تفريجها، فالحديث بها يسمى خبر الفرج بعد الشدة.

[قصص في الفرج بعد الشدة]

ومنها ما جاء في حديث أنس رضي الله عنه، قال: كان رجل على عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلم يتّجر من بلام الشام إلى المدينة، ولا يصحب القوافل توكلا منه على الله تعالى، فبينا هو جاء من الشام عرض له لصّ على فرس، فصاح بالتاجر: قف، فوقف التاجر، وقال له:

شأنك بمالي، فقال له اللصّ: المال مالي، وإنما أريد نفسك، فقال له: أنظرني حتى أصلّي، قال: افعل ما بدا لك. فصلّى أربع ركعات ورفع رأسه إلى السماء يقول: يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعّالا لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدّرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيء، لا إله إلا أنت يا مغيث أغثني، ثلاث مرّات. وإذا بفارس بيده حربة، فلمّا نظره اللص ترك التاجر ومضى نحوه فلما دنا منه طعنه، فأذراه عن فرسه ثم قتله، وقال للتاجر: اعلم أني ملك من السماء الثالثة، لمّا دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة فقلنا: أمر حدث، ثم دعوت الثانية، ففتحت أبواب السماء

<<  <  ج: ص:  >  >>