للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دجلة العوراء؛ وهي التي انتشر ماؤها في البطاح، حتى صارت سعتها هنالك ثلاثين فرسخا في مثلها.

وقال ابن سكّرة يهجو امرأة بالسّعة: [البسيط]

لا تعذليني على ما كان من ملل ... من ذا يراك ولا يصبو إلى الملل

إن كنت أبصرت أشنى منك في بصري ... فلا بلغت الّذي أهواه من أملي

البحر أنت، وأ يرى ليس من سمك ... وليس بيني وبين البحر من عمل

قال هشام بن عبد الملك للأبرش الكلبيّ: زوّجني امرأة من كلب، فزوّجه، فقال له ذات يوم يهزل معه: تزوّجنا إلى كلب، فوجدنا في نسائهم سعة، فقال الأبرش: يا أمير المؤمنين، إن نساء كلب خلقن لرجال كلب.

وسمع رجل من كندة رجلا يقول: وجدنا في نساء كندة سعة، فقال: إنّ نساء كندة مكاحل فقدت مراودها.

قيل: لامرأة تطلّق كثيرا: ما بالك تطلّقين أبدا؟ قالت: يريدون الضّيق: ضيّق الله عليهم.

قوله: فسترت عوارك، ابن عباس، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم اطّلع على عورة مسلم فأذاعها عليه شماتة وعدوانا إلا كان حقا على الله أن يفضحه عاجلا أو آجلا، ومن سترها عليه كان حقّا على الله أن يدخله في ستره وحجابه يوم تبلى السرائر وتخرج المخبآت». حبتك: أي خصّتك.

وشيرين هي بنت أبرويز بن هرمز، وكانت آية في الجمال، وغاية في الحسن والكمال، فاقت نساء زمانها صيانة وظرفا، وبهرتهنّ ملاحة ولطفا، وخلّفت في العراق آثارا منها قصر شيرين، ولها قصة منظومة مشهورة بالعجمية.

[[امرأة هارون الرشيد]]

وزبيدة: هي بنت جعفر بن عبد الله بن أبي جعفر المنصور، زوجها هارون الرشيد، وجدّها المنصور، وعمّها المهدي، وابنها الأمين؛ فكانت الخلافة قد اكتنفها، وليس في بني هاشم عباسيّة ولدت خليفة إلا هي. ولدت في حياة المنصور، فسمّيت أمة العزيز.

وكان المنصور يرقّصها ويقول: يا زبيدة أنت زبيدة! فغلب ذلك على اسمها، وكانت أموالها لا تحصى، وأنفقت في سبيل الله وفي الحج وفي بناءالمساجد والقناطر ما لم ينفقه أحد قبلها؛ فمن ذلك ما أنفقت في حفرها للعين المعروفة بعين المشاش بالحجاز، فإنّها حفرتها، ومهّدت الطريق لها في كلّ رفع وخفض، حتى أجرتها من مسافة اثني عشر ميلا، فأحصى ما أنفقت فيها فوجد ألف ألف وسبعمائة ألف دينار، دون ما كان في وقت الشغل بها في البذل، وما عمّ أهل الفاقة، ولها في طريق مكة من العراق آثار

<<  <  ج: ص:  >  >>