إلا بمقدار ما تنداح دائرة ... في صفحة الماء يرمى فيه بالحجر
***
[[الغلمان وما قيل فيهم شعرا]]
ويتعلق بهذا ما قيل من الشعر فيمن ليس له نباهة من الغلمان: كان ابن وضاح جالسا مع جملة من الأدباء، فمرّ بهم غلام نظيف يبيع الخبز، فلم يتّجه لأحد فيه شيء إلّا ابن وضاح، فإنه قال: [المجتث]
خابز الخبز ظريف ... عذبت فيه الحتوف
خامل الأنساب لكن ... هو في الحسن شريف
خصره أهيف شخت ... وكذا الغزلان هيف
من يخاصم مقلتيه ... حكّمت فيه السيوف
ونظر إدريس بن اليماني إلى غلام وسيم بالحمّام عليه أسمال، فقال: [الطويل]
توشّح بالظلماء وهو صباح ... وأمرض بالأجفان وهي صحاح
وظلّ فؤادي طائرا عن جوانحي ... وليس له إلّا الغرام جناح
قضيب صباح في وشاح دجنّة ... ألا ليتني تحت الوشاح وشاح
ولا عجب أن أفسدتني جفونه ... فكلّ فساد في هواه صلاح
وقال الرّصافي: [الطويل]
يقولون لي يوما وقد مرّ ضاربا ... بمعوله ضرب المرجّم بالغيب
تعلّم صفّارا فقلت: استعارها ... غدّاة رنا من صبغة العاشق الصّبّ
يعود النحاس الأحمر التّبر عسجدا ... بكفّيه عند السبك والمدّ والضّرب
فحمرته مشتقة من حيائه ... وصفرته مما يخاف من العتب
قوله الدريّ: الأبيض الذي يشبه الدّرّ في لونه، ويقال: كوكب درّيّ منسوب إلى الدرّ، مشبّها به لصفائه وحسنه، بضمّ الدال وتشديد الياء، ودري بالضم والهمز، ودريء بكسر الدال مع الياء ومع الهمزة، ودرّيء بالفتح والهمز، فمن كسر وهمز فهو فعيل، من درأ الكوكب، إذا جرى في أفق السماء، ومن كسر بلا همز فلأجل الياء بعد الراء، ومن ضم وهمز فخطّأه الفراء، قال: فعيل ليس في أبنية العرب، وأثبته سيبويه. قال أبو عبيدة: أصله دروى مثيل سبوح، فجعلوا الواو ياء، وجعلوا الضمة قبلها كسرة، ومثله عتوّ وعتيّ.
قوله: الأصل النقيّ، يعني القمح الذي صنع منه كان نقيّا من الزبل وغيره. وشقاء جسمه، قد فسّر في التاسعة عشر، وهو الآن يبيّن بعض شقائه، فقبض ونشر. وقت العجن،