للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الأنف من النقاب. والزّند: طرف عظم الساعد المتّصل بالكفّ، فهو قد قبض على أرقّ موضع في الذّراع. الصّنع. الحاذق بالصناعة، والمرأة صناع. برع: فضل وفاق غيره. نطت: علقت. مضطلعا: مكتفيا قويّا عليه. وعى: حفظ. لعا، كلمة تقال للعاثر- يعني: أقال الله عثرتك، وسلّمك الله- تسمه السّعى: تكلفه المشي. رعى: حفظ الصحبة. الظّلف للشاة بمنزلة الحافر للدّابة. الكيس الحاذق. فاه: تكلّم.

ثم قال: لم يدعه الطمع قطّ فأجابه. استجاز: استحلّ. نثّ: نشر، أبدع: أغرب وأتى بما لم يسبق إليه. ضنك: صدع: كسر، وأنشدوا في هذا المعنى: [الطويل]

وقد تخرج الحاجات يا أمّ مالك ... علائق من ربّ بهنّ ضنين

خلقه القويم: المعتدل القامة. الصميم: الخالص، وهو فعيل، من صمّ الشيء إذا لم يكن فيه فرجة ولا خلل. خلته: حسبته.

[الغلمان وعشّاقهم]

وننشد في هذه المقامة في الغلمان ما له سبب وتعلّق بذكر يوسف عليه السلام، أو يكون الغلام مملوكا حتى يوافق غرض المقامة.

كان شفيع غلام المتوكل أحسن الفتيان وأظرفهم، وكان المتوكل يجنّ به جنونا، فأحبّ يوما أن ينادم حسين بن الضحاك، وأن يرى ما بقي من شهوته- وكان قد أسنّ- فأحضره وسقاه حتى سكر، وقال لشفيع: اسقه، فسقاه وحيّاه بوردة، وكانت على شفيع ثياب مورّدة. فمدّ حسين يده إلىذراع شفيع، فقال المتوكل: أتخمش أخصّ خدمي بحضرتي، فكيف لو خلوت به! ما أحوجك إلى الأدب! وكان قد غمز شفيعا على العبث به، فدعا بدواة فكتب: [الطويل]

وكالوردة الحمراء حيّا بوردة ... من الورد يمشي في قراطق كالورد

له عبثات عند كل تحيّة ... بكفّيه تستدعي الحليم إلى الوجد

تمنّيت أن أسقى بعينيه شربة ... تذكّرني ما قد نسيت من العهد

سقى الله دهرا لم أبت فيه ليلة ... خليّا ولكن من حبيب على وعد

ثم دفعها لشفيع فأعطاها المتوكل، فاستملحها وقال: أحسنت والله يا حسين! ولو كان شفيع ممّن تجوز هبته لو هبته لك؛ ولكن بحياتي يا شفيع إلّا كنت ساقيه بقيّة يومنا.

وأمر له بمال كثير.

وكان لمعز الدولة غلام تركيّ، وكان وضيء الوجه، منهمكا في الشراب، ولفرط ميل مولاه إليه جعله رئيس سريّة جرّدها لحرب بني حمدان، وكان المهلبيّ يستظرفه ويستحسنه، فقال: [مجزوء الكامل]

ظبي يروق الماء في ... وجناته ويروق عوده

<<  <  ج: ص:  >  >>