ويكاد من شبه العذا ... رى فيه أن تبدو نهوده
ناطوا بمعقد خصره ... سيفا ومنطقة تئوده
جعلوه قائد عسكر ... ضاع الرّعيل ومن يقوده
فكانت الدائرة على جيش الغلام، كما أشار إليه، ولو غزاهم بالسّلاح الذي أمر به الببغاء غلاما غازيا وهو: [البسيط]
يا غازيا أتت الأحزان غازية ... إلى فؤادي والأحشاء حين غزا
إن بارزتك رماة الرّوم فارمهم ... بسهم عينيك تقتل كلّ من برزا
لكان الظافر الغالب
وكان بديع غلام عمير المأموريّ أحسن خلق الله وجها، وكان الوزير ابن الزّيات مفتونا به، فاجتاز عليه راكبا بآلة الحرب، فقال فيه: [السريع]
راح علينا راكبا طرفه ... أغيد مثل الرّشأ الآنس
قد لبس القرطق واستمسكت ... كفّاه من ذي بدن مائس
وقلّد السيف على غنجه ... كأنه في وقعة الدّاحس
أقول لمّا أن بدا مقبلا: ... يا ليتني فارس ذا الفارس!
وقال ابن الزقاق: [الكامل]
ومهنّد عضب براحة أغيد ... في جفنه عضب يقدّ مفاصلي
يسطو بذاك وذا فيغدو قرنه ... بهما صريع لواحظ ومناصل
ماض كلا السّيفين لكن لحظه ... أمضى وإلّا فاسألنّ مقاتلي
وكان لأبي عيسى بن الرشيد غلام اسمه يسر، وكان آية في الجمال، وكان صالح أخوه يتعشّقه، فبلغت لأبي عيسى قصة جرت بينهما، فحجبه ومنعه أن يخرج من داره إلا بحافظ، وكاد حسين بن الضحاك يموت فيه عشقا، فقال فيه: [مجزوء الرمل]
ظنّ من لا كان ظنّا ... بحبيبي فحماه
أرصد الباب رقيبي ... ن له فاكتنفاه
فإذا ما اشتاق قربي ... ولقائي منعاه
جعل الله رقيبي ... هـ من السّوء فداه
وقال فيه: [الخفيف]
إنّ من لا يرى وليس لا يراني ... نصب عيني ممثّل بالأماني
يأبى من ضميره وضميري ... أبدا بالمغيب ينتجيان